لماذا تنجز الإماراتية في أي مكان توضع فيه؟ ولماذا هي مختلفة عن باقي النسـاء في العالم؟ لماذا هي مبدعة دائماً، ونهر لا ينضب من الأفكار الخلاقة؟ أسئلة تطرح دوماً علينا نحن الإماراتيات. الجواب ببساطة يعود إلى أنّنا نملك هوية مختلفة وجديدة بفضل دعم كبير تقدمه لنا حكومة تؤمن بالمعجزات ومستوى تعليمي مميز نحظى به، بالإضافة إلى انفتاحنا على العالم. لا تختلف المرأة في الإمارات عن أي امرأة أخرى. هناك صاحبات الذكاء الخارق، وهناك ذوات المهارة العادية والذكاء المحدود. لكن ما يجعل صاحبة المهارة المتواضعة تصبح تماماً كالمميزة هي الصقل، وأقصد هنا أموراً عدة أسهمت في صقل مهاراتها وتفكيرها لتصبح على ما هي عليه اليوم نموذجاً مثالياً للمرأة المثقفة والواعية. هذه العوامل تتمثل في: أولاً، حكومة ذكية كحكومة الإمارات منحت الإماراتيات فرصتهن في التعبير عن ذاتهن، ووثقت بهن ومنحتهن كل ما هو ضروري من أجل أن تصل ابنة الإمارات لما وصلت إليه اليوم بدءاً بمؤسس الدولة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، الذي كان نصيراً للمرأة ويؤمن بأنها نصف المجتمع وبأنه لا يمكن لدولة تريد أن تبني نفسها أن تستغني عن نصفها في دفع عجلة التنمية والتطور، مروراً بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي مشى على نهج والده وعمل على النهوض بالمرأة الإماراتية لتكون عنصراً فاعلاً وداعماً لمسيرة التنمية المستدامة في كل مجالاتها. ولا يمكن أن ننكر الجهود الجبارة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، التي ساهمت في إطلاق العديد من البرامج الطموحة من أجل تمكين المرأة في المجالات كافة، مما جعلها تسبق الكثير من نساء العالم في اعتلاء أعلى المناصب القيادية. ثانياً، التعليم الذي يشكل أمراً مهماً في الإمارات لأنّه أسهم بشكل كبير في تشكيل فكر الإماراتيات إنطلاقاً من إيمان الحكومة الاماراتية بأنّ مدى تطور أي دولة يقاس بالمستوى التعليمي العالي الذي تمنحه الدول لشعبها. ليس التعليم فقط بل التدريب والتأهيل أيضاً، فالإماراتية تقضي 12 عاماً في الدراسة بدءاً من الصف الاول إلى الثانوية العامة، ومن ثم بين 4 إلى 7 سنوات دراسة تخصصية في الجامعة، تخضع فيها لاختبارات وتدريبات مكثفة تصقل مستواها في التفكير والتعليم، ليصبح لديها مفهوم الإبداع والإبتكار واضحاً. هكذا، تسعى لاختيار تخصصات ومراكز تمنحها قدرة على البروز أكثر وتسهم في رفع مستواها الثقافي والفكري. لم تعد الإماراتية تفكر في توفير لقمة العيش من خلال عملها كباقي النساء بل تخطت هذه الفكرة وأصبحت تبحث عن التميز والإنفراد. قبل 40 عاماً، كان صعباً أن تبرز المرأة الإماراتية وسط مجتمع ذكوري. أما الآن، فقد أصبح الوضع مختلفاً لأنّ هناك آلاف النساء الإماراتيات المتميزات والمثقفات في الصفوف الأولى. ثالثاً، طبيعة المجتمع الإماراتي المنفتح على العالم الذي أسهم في انفتاح الاماراتية على تجارب وثقافات العالم والافادة منها بما يتلاءم مع خصوصيتها وشخصيتها وهويتها وانتمائها الوطني والتزامها بتعاليم الدين الإسلامي، بالإضافة إلى اختلاطها بمئات الجنسيات المختلفة في الدولة ذات الطبائع والأفكار والديانات المختلفة وحصول تلاقح فكري بينها وبين الآخرين. كل هذا شكّل لها شخصية وهوية مختلفة تماماً عن أي امرأة أخرى. اذاً لماذا الإماراتية مميزة؟ لأنّها باختصار اماراتية!