لطالما طمحت المرأة العربية إلى دخول السلك القضائي بثقة وإقتدار، حيث لا تزال بعض البلدان تناضل فيها الحقوقيات لتبوء مناصب قضائية مساوات بشريكها الرجل، ومع تعيين أول قاضية إماراتية بموجب مرسوم أميري أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دول الإمارات العربية المتحدة عام 2008، تمكن المرأة الإماراتية لأول مرة، وبإستحقاق نيل هذه المسؤولية والمنصب القيادي، لتكون القاضية خلود أحمد جوعان الظاهري أول قاضية في محكمة إستئناف أبوظبي. وتأتي القاضية خلود من بيت مارس المهام الحقوقية والقضائية، كما أنها قبل توليها القضاء، عملت لثماني سوات في مجال المحامات والإستشارات القانونية لتنال التخصص في فروع تشمل الجنايات والقضايا الشرعية والقضايا التجارية، حتى شغلت أيضاً منصب مدير مركز الوسائل البديلة لحل النزاعات في دائرة القضاء في أبوظبي. وعن مثلها الأعلى في الحياة، والذي أوصلها إلى هذه المكانة التي لم يسبقها إليها أحد، قالت القاضية خلود أحمد الظاهري: "كان عمي الدكتور هادف جوعان الظاهري، هو ملهمي الأول، وهو يشغل حالياً منصب وزير العدل في الإمارات، حيث وضعت نصب عيني هدفاً أسير عليه، كما حددت المسارات التي علي أن أسلكها والتي توصلني إلى ما أطمح إليه. وبدعم من أسرتي وزوجي أستطعت تحقيق هذا، كما أنني تأثرت بالكثير بالناس الناجحين الذين ألهموني، لذا أردت، بل وأحببت أن أكون جزءاً من نجاحهم." وتشارك القاضية خلود في كثير من الفعاليات المساندة لدور المرأة في المجتمع، منها المحاضرات النسوية والتكريمات التي تبرز دور المرأة في المناصب القيادية، حيث كشفت خلال تكريمها في إحدى الفعاليات التي تقيمها جامعة (إنسياد) الدولية للأعمال في أبوظبي، عن إحصاءات شملت مساهمة المرأة الموظفة في الإمارات، والتي تحتل مكانة مميز في وزارات الدولة والدوائر الحكومية الإتحادية، ولها أكثر من 50 بالمئة من الوظائف، حيث تشغل 4470 إمرأة إماراتية مواقع وظيفية مميزة في الدولة مقارنة بعدد 4271 مقعد للرجال. كما أظهرت الإحصاءات أن المرأة الإماراتية هي الأولى بإتمامها الدراسات الجامعية، وتقدر النسبة بـ92% من النساء الملتحقات بالجامعات، وهذه النسبة هي الأعلى على مستوى العالم. وعن العقبات التي قد تواجه المرأة الإماراتية التي تطمح إلى النجاح، كانت إجابة القاضية خلود: "علينا الإعتراف بأننا شعب محظوظ، فلنا حكومة تدعم أفرادها، والفضل يعود بالأصل إلى ما أسس له (المغفور له) الشيخ زايد بن سلطان من قوانين وأخلاقيات سار عليها المجتمع، وما العوائق التي تواجها المرأة الإماراتية إلا تلك العوائق التي تواجه أي شخص آخر معرض لها في المعترك العملي، فمن تختار التحدي عليها أن تكون بقدر المسؤولية." وإلهاماً لجيل الجديد من النسوة الإماراتيات الطامحات للنجاح، قدمت السيدة خلود نصيحة مباشرة لهن بالقول: "عليكِ أن تنتقي مثلاً أعلى تتبعينه، وأن تحددي الأهداف التي تجدين نفسكِ فيها، وتستمرين بالمحاولة حتى الوصول إليها." الوسم: قاضية، إماراتية، إماراتيات أوائل، ملهمات، نساء ناجحات