تقدر بعض أنواع العناكب على غزل بيروت لها قد تغطي نهراً بأكمله، مثلاً هناك مئات الأنواع من العناكب، ومن بينها عنكبوت لحاء داروين" إلى حد يجعل من الصعب رؤيتها بوضوح من قبل البشر، فإنها قادرة على نسج شبكة من البيوت يبلغ عرضها نحو 25 مترا، وذلك باستخدام إحدى أكثر المواد المعروفة قوة ومتانة على الإطلاق. وتبدو بيوت العنكبوت هذه أكثر وضوحا خلال فصل الخريف، عندما تتساقط أوراق الشجر الوارفة، التي ازدهرت في الصيف. ففي الخريف، يصل الجيل الجديد من العناكب إلى طور البلوغ، وتُبرِزْ قطرات الندى الخيوط الناعمة للشباك التي تنسجها العناكب، والتي تمتد في أغلب الأحيان بين الشجيرات أو فوق مداخل المنازل. وتعود أكبر البيوت التي تنسجها العناكب في أستراليا إلى نوع يُطلق عليه "حائكو الشباك الدائرية" الذهبي، وينتمي لجنس "نفيلا". ويُعزى هذا الاسم للون الذهبي للخيوط الحريرية لهذه البيوت. ويمكن أن يصل قطر دوائر شباك تلك العناكب إلى متر واحد على الأقل، وتمتد بين الأشجار، أو بين الأعمدة التي توضح إرشادات المرور. وبمقدور تلك العناكب أن تغطي بأرجلها مساحة كف الإنسان، كما أن بيوتها تتمتع بألياف قوية لدرجة أن هناك حالات مسجلة لعناكب ذات حجم ضخم على نحو استثنائي تتغذى على الطيور التي تسقط في شراك شباكها.