في ولاية الجزيرة (وسط السودان)، تقع قرية "كمّل نومك"، التي تبعد ما يزيد عن مائتي كيلومتر من العاصمة الخرطوم.

للوهلة الأولى، يظن المرء أن اسمها اقتُبِس من واقع كسل أهلها. أما أهل المنطقة فيؤكدون أن التسمية مرتبطة بالأمان الذي لطالما تمتعت به قريتهم، وما تمثله من ملاذ آمن لأبناء القرى المجاورة الذين يستطيعون أن يقصدوها والاستراحة فيها من دون قلق.

يقال إن التسمية تعود إلى زمن جدّ القرية ومؤسسها، قبل قرون. هو كان فارساً ويملك أكثر أراضيها، وقد اتسمت هذه القرية في عهده بالأمان، في حين كانت القرى المجاورة تعاني من عمليات نهب وخطف. ووسط تلك الظروف، راح يستضيف فيها الفارين من تلك الحوادث.

في القرية نحو 500 مزارع، إذ تُزرع فيها المحاصيل الاستهلاكية، من قبيل القمح والفول. كذلك، هي تمثّل نسيجاً اجتماعياً مترابطاً، على الرغم من تعدّد القبائل.

على الرغم من أشعة الشمس الحارقة، إلا أن الحركة في القرية تكاد تكون لافتة لزائرها منذ الوهلة الأولى. هنا، تجد نساءً يحملن على رؤوسهن أعواد الخشب، ورجالاً يحرثون الحقول وينقبونها بالمعاول التقليدية قبل أن ينشروا البذور فيها. أما الأطفال، فيلهون في الشوارع غير آبهين بلسعات الشمس المحتملة.