القراء الأعزاء خلقنا الله وأودع فينا غريزة الحب وغريزة الجنس لبقاء النسل ولدوام الألفة واستمرارا للحياة، وما شرع الزواج إلا لتحقيق تلك الغايات، فلا يعقل زواج بلا علاقة حميمية ولا حب ولا لمسات حانية ولا قبلات ولا احتضان، فزواج بهذا الوضع عدمه خير من بقائه. ربما لن تصدق تلك المأساة مثلما لم أصدقها أنا بالبداية لكن بمرور الوقت اتضح أنها حقيقة وأن الزوجة لا تكذب أو تتجمل بل تقول الحقيقة المرة التي عاشتها 6 سنوات قضتها على أمل أن يتغير الزوج أو يتعالج. تقول السيدة: تزوجت من 6 سنوات وكنت فرحة كأي فتاة تحلم بالحب والحياة الزوجية لكنني مع الأسف من أول ليلة زواج ولليوم ما زلت بكرا، لم يلمسني زوجي مرة ولم يقبلني يوما ظننت بالبداية أنه الخجل، لكن المدة طالت شهورا بل وسنينا. شكوت لأمي فقالت لي اصبري شكوت لأمه فقالت لي : اصبري .. شكوت له نفسه بالشهور الأولى فكان يتهمني بأني لا أستحي على دمي لأني أطلب منه هذا الطلب. صبرت وصبرت وحاولت أن أقنعه بأن يعالج أو يستشر طبيبا فكان يصدني ويقول: أنا سليم وما عندي شيء.. عجزت عن اقناعه وكبلتني العادات والتقاليد التي تجبرني على عدم البوح بما في قلبي.. حاولت قتل مشاعري ورغباتي لأعيش كبقية الزوجات لكني لم أستطع واليوم أخشى الفتنة على نفسي وديني فصممت على طلب الطلاق. فهل لديك حل غير هذا الحل يا سيدي؟ الجواب: عجبا لهؤلاء الرجال كيف يقبل الواحد منهم أن تستمر حياته الزوجية، وهو لا يعف زوجته ولا يعطيها حقها الشرعي الذي ركب في فطرتنا وجبلت عليه البشرية . يا ترى لو جاءت أخته تشتكي إليه أن زوجها لم يقربها من 6 سنوات هل كان سيترك أخته تأكل النار كبدها وقلبها؟ لا أظن ذلك بل كان أول شيء سيفعله أن يطلب من زوج أخته أن يبحث عن علاج طبي أو نفسي لحالته حتى لا يظلم زوجته معه. ونحن كذلك ندعو زوجك بأن يذهب للبحث عن علاج، وإن لم يفعل فالطلاق في مثل تلك الحالات ضرورة وواجب شرعي حتى لا تقع الفتن. لأن الزواج عفة وصون للعرض فإن لم يتحقق ذاك الهدف فلا حاجة لبقاء تلك العلاقة التي غلب ضرها على نفعها بل لا نفع منها والانفصال أولى إن لم يبحث الزوج عن حل وفورا.