تزامناً مع اسبوع الابتكار في دولة الامارات العربية المتحدة، وبتوجيهات من سمو الشيخ سلطان بن زايد ال نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، نظم "مركز سلطان بن زايد للثقافة والاعلام" قبل أيام محاضرة بعنوان "قيادة الابتكار واستشراف المستقبل" قدمتها الخبيرة والمدربة الإماراتية الدكتورة مريم سليمان السعدي مدير عام ومؤسّسة شركة "كايزن للتدريب وإدارة الفعاليات" في مقر المركز في البطين في ابوظبي. وفي بداية محاضرتها التي شهدث حضوراً مميزاً من المهتمين ورجال الاعلام يتقدمهم الاستاذ منصور سعيد المنصوري مدير ادارة الثقافة والاعلام في المركز، ثمّنت الدكتورة مريم سليمان اهتمام قيادة وحكومة دولة الامارات العربية المتحدة بالابتكار، مبرزة إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان رئيس الدولة حفظه الله، العام الحالي 2015 عام الابتكار. وتناولت الخبيرة الاماراتية في اجابتها على سؤال "لماذا الابتكار؟" قول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي أنّ "الابتكار هو أنّ نكون أولاً، انا حكومة مبتكرة اذن أنا موجود". كما تطرقت الى مقال لسموه اشار فيه الى أنّ المعهد الدولي للتنمية الإدارية في سويسرا، صنّف حكومة الإمارات بالأكثر كفاءة عالمياً، وقوله "لا أذيع سراً عندما أقول إن السبب الرئيس لتفوق أدائنا الحكومي هو أننا خلال سنوات طويلة لم نتعامل مع مؤسساتنا الحكومية على أنها جهات حكومية، بل على أنها مؤسسات خاصة تنافس القطاع الخاص، وتعمل بعقليته نفسها، وتتبنى أفضل ممارساته، وتقاس أعمالها وخدماتها بمعاييره نفسها، بل ذهبنا أبعد من ذلك وبدأنا نقيس سعادة متعاملينا ونصنف مراكز خدماتنا وفق أنظمة النجوم الفندقية المتعارف عليها عالمياً". كما تطرقت الى قول سموه "ليس سراً أن تجدد الحياة وتطور الحضارة وتقدم البشرية هو في كلمة واحدة: الابتكار!" ثم تحدثت المحاضرة عن نظام "كايزن" الياباني الذي يشكل السر في نهضة اليابان. وأوضحت مريم سليمان السعدي أنّ تنافسية أي دولة تعتمد بالكامل على قدرة مؤسستها الصناعية والخدمية على الابتكار، وتحدثت عن القواعد الاساسية وفق كايزن. وقالت إنّ القاعدة الأولى هي أنّ ثروة الدول يتم خلقها وليس توارثها. أما القاعدة الثانية، فهي أنّ ثروة وتنافسية الدول لا تنمو من الموارد الطبيعية ولا من حجم سوق العمل، ولا من سعر الفائدة بل تعتمد بالكامل على قدرة مؤسستها الصناعية والخدمية على الابتكار. وحول تعريف الابتكار، قالت إنّه اختراع وخلق فكرة جديدة وتطبيقها والتطوير والعمل والبناء على فكرة قائمة للوصول لنتائج أفضل والتحسين الذي يجعلك خطوة واحدة للإلمام في التحدي. ثم تطرقت الى مدى الحاجة لنظام كايزن للابتكار، مشيرة الى أنّنا نحتاج اليه من أجل الجودة، والتكلفة والتواصل. وتابعت أنّه يمكننا تطوير جميع إلاحداثيات في بيئة العمل بالتركيز الحثيث على الوقت. وأوضحت أنّ نظام كايزن يرى أنّ هناك خمس ممارسات للقائد النموذجي وهي: القدوة والرؤية المشتركة وتحدي الواقع وتمكين الآخرين والتحفيز. وأكّدت أنّ القيادة سلوك ومجموعة من المهارات والقدرات التي يمكن ملاحظتها من خلال الزيارة الميدانية لموقع العمل ومدة الوقت الذي تقضيه في موقع العمل الفعلي وتبني المشكلات بصدر رحب، والتركيز على العملية وفق أسلوب جينشي جبتسو الذي يؤكد على الاهمية المعاينة الشخصية للعمل، مشددة على أهمية وجود الرؤية. وقالت إنّ الرؤية هي صورة واقعية وقابلة للتصديق لمستقبل جذاب لمنظمتك. كما أنّها صورة عقلية تصف الحالة المستقبلية المرغوبة، أو حلم مثالي يمتد بعيداً. وذكرت أنّه إذا كانت تصرفات القائد أو المدير أو صاحب العمل وفق كايزن تدفع الآخرين إلى رفع طموحاتهم وأحلامهم، لزيادة رغبة التعلم عندهم، وزيادة الجد والعمل، فإنّ ذلك يعني النجاح، مؤكدة أنّ التحفيز هو فن جعل الناس يفعلون ما تريده منهم.