اذا شبهنا الزواج بالزرع أو الشجر فنقول أنه لا ينمو ولا يكبر إلا إذا سقيناه بالماء ليعيش ويدوم ويثمر كذلك الحياة الزوجية لا تنمو وتقوى إلا بوجود التحاور والنقاش بين الطرفين حتى وإن كان الطرف الثاني يحب الطرف الأول فلا فائدة الحب بصمت ؟ وأين نحن من حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي أمر وطلب فيه بشكل واضح صريح ممن يحب أخاه أو صديقه أن يعلمه وينطق له بكلمة الحب هذه وأن يكررها دوما لأنها تنعش العلاقة بين الأخوة والأصدقاء وتديم المودة بالقلوب ما بالك بالعلاقة بين الزوجين هي الأحرى والأولى أن تنطق وتتكرر فيها كلمات الحب لأنها الماء بالنسبة للزرع ولا حياة لنبات بدون ماء ولا بقاء لزواج بدون مشاعر متبادلة منطوقة فعنه صلّى الله عليه و آله : إذا أحَبَّ أحَدُكُم أخاهُ فِي اللهِ فَليُعلِمهُ ؛ فَإِنَّهُ أبقى فِي الاُلفَةِ ، و أثبَتُ فِي المَوَدَّةِ" . تقول الزوجة (ن): زوجي أعرف أنه يحبني ويحب أولادنا ويخرج معهم وما يقصر في عطاء ولا نفقة وهو رجل ملتزم ولا يقصر بحقي الشرعي ولا يقصر في أن يرسل لي بين الحين والأخر رسائل الحب لكن حياته معنا في صمت رهيب لا حوار ولا كلام ولا نقاش نهائيا ، قد أكون بجواره بالسيارة بالساعتين ولا حديث بيننا، وكلما أحاول أن أكلمه يرد على قدر السؤال حتى أنني تعبت ومليت تلك المعاملة أريده يحدثني يكلمني ينطق يتحرك فماذا أفعل يا سيدي لأني بدأت أشعر بالجفاء وأخشى العدوى من صمته فأكون مثله؟ الجواب: أعتقد أنه امر ليس بالصعب لكن لابد من معالجته بالتدريج وليس بنقلة واحدة وإليك بعض الخطوات: 1-حاولي أن تفتحي مواضيع معه وتسألي فسيضطر للرد والجواب ،بعد قليل فرعي وفصلي في نفس الموضوع فسيرد أيضا ، من بعدها استخرجي من الاجابة سؤالا جديدا وهكذا ولا تشعريه أبدا أنك متعمدة استنطاقه بل أشعريه أن سياق الحديث هو الذي يحتم أن تسأليه، والحقي كلامك دوما بكلمة : سامحني إن كنت طولت بأسئلتي لكني فقط استفسر منك لأستفيد من خبرتك و رأيك السديد. 2-شاركي أبناءك في استنطاق والدهم حفزيهم أثناء خروجهم معه أن يحكون له عن المدرسة عن الأصدقاء صار كذا وكذا ويتوقفوا بين الحين والأخر ليسألوه : ما رأيك في تصرفي يا بابا؟ هل أظل مصاحب فلان أم أتركه؟ ماذا تختار لي أنت من الألوان يا بابا؟ وهكذا علميهم يفصلوا بالأسئلة مثلك تماما دون أن يخبروه بأنك طلبت منهم ذلك. 3- ناقشيه وحاوريه فيما يحب وفي الأمور التي يهتم بها حتى لو كانت أخبار الرياضة أخبار السيارات أخبار الاقتصاد اسأليه عن دوامه يومه المهم افتحي المواضيع التي يحبها وتعلميها وخذي خبرة فيما يحبه من مواضيع.اظهري اعجابك بالوان ثيابه شعره أي شيء فيه فهذا الاطراء سيلين عاطفته وينطق. 4- اهدي له كتيبا أو اسطوانة وضعيها بالسيارة عنده لأحد المتخصصين او العلماء الذين يحب السماع منهم وهو يتكلم عن حقوق الزوجين والتي منها الحوار والنقاش. 5- اجتهدي بالدعاء له بصلاتك أن يستنطقه الله ويحاورك ولا تكبري الموضوع بداخلك وفجري الطاقات الايجابية حين ترينه وابتسمي بوجهه واشعريه أنه أكبر زوج متكلم ومتحاور فتولد الطاقات ترسل منك له وستغيره رويدا رويدا لكنك لو استقبلتيه بالوجه الصامت مثله الوجه الذي بلمحاته يتهمه بعدم الحوار فالسلبية لن تعكس الا طاقات سلبية للأخرين فانتبهي بارك الله فيك.