لماذا ينفصل اثنان من علاقة لم يكن يبدو عليها أنها تسير بهذا الاتجاه؟ ألسنا كبشر قادرين على التفاهم والتوصل إلى حلول أخرى بدل الانفصال؟

الباحثة في مجال الزواج والانفصال سوزان إليوت تقول إن "ألم الانفصال كبير والتساؤلات كثيرة، ومنها: أين كان الخطأ؟ ماذا فعلت لتفشل العلاقة"؟.

كثيراً ما يشعر الشريك الذي أبعد عن العلاقة بالرفض، ويرى البعض أن المشكلة تكمن في شخصهم. كذلك، يغضبُ كثيرون في حال استبدلهم الشريك بآخر. وببساطة، قد تنتهي علاقة من دون أن يدخل شخص جديد إليها بعدما يكون قد فقد الشريك مشاعر الحب. في هذا السياق، تقول إليوت إن الشريك السابق قد يعاني من اليأس أو الإحباط، ويرفض أي مساعدة، لافتة إلى أنه "من الطبيعي استغراب الأمر في البداية، وطرح أسئلة من قبيل: كيف يمكن أن يحدث هذا؟ كيف وصلت العلاقة إلى الانهيار؟ كيف يمكن أن يؤذيك الشخص الذي كان سبباً في سعادتك يوماً؟".

وتقول إليوت إن عدداً من الذين قابلتهم يعتقدون أحياناً أنّها مجرّد مرحلة مؤقتة وأنّ الأمور ستتبدّل وسيعاودون الاتصال بالشريك وإقناعه بالعودة. وتشرح أن محاولات استعادة الشريك تختلف من شخص إلى آخر، إلا أنها تنصح بترك الشريك يرحل، لأن أي وسيلة قد تنجح لفترة محدودة.

تعترف إليوت بصعوبة اتخاذ قرار مماثل، مضيفة أنه من المؤسف القول إن عدم القيام بأي شيء هو أفضل ما يمكن فعله في حالات مماثلة، وتصرّ على ضرورة عدم تغيير أسلوب حياتنا من أجل شخص تخلّى عنّا. وإذا أردنا تحسين تصرّفات معيّنة، من الأفضل أن نفعل ذلك لأنّنا على قناعة بالأمر. الانفصال صعب مهما كان السبب، ومن المهم أن نعلم أنّنا لا نستطيع تغيير مجرى الأمور.

وتلفت إليوت إلى ضرورة تقدير الإنسان لذاته حتى يتمكّن من خوض علاقة عاطفية مبنية على الاحترام المتبادل والحب، ويبدأ احترام الذات لحظة نبذ الشريك الذي يرفضك من حياته.

هل فكرت في هذا السؤال من قبل: ماذا تفعلين إذا قرر الشريك الانفصال؟ هل تقبلين بصمت هل تحاولين فهم الأسباب؟ هل تحاولين التمسك بالعلاقة؟