إذا كنت تشترين بعض مستحضرات العناية بالجلد لمجرد أنه مذكور عليها كلمة “طبيعية” فأنت لست وحدك. فالزيادة في كم منتجات العناية الطبيعية زاد بشكل غير معقول. ولاشك أننا نحب أن نرى الماركات العالمية وهي تتجه إلى إستخدام مصادر بديلة لمكونات منتجاتها أكثر صحة لزبائنها وللطبيعة حولنا. ومع أنه من المفهوم أن نعتقد أن المنتجات الطبيعية أفضل من الصناعية إلا أن الحقيقة للأسف ليست كذلك. فالمشكلة أن كلمة “طبيعي” لا تخضع للرقابة. بمعنى أن أي شركة يمكن لها أن تضعها على أي منتج تريد وضعها عليه. فليس هناك تحديدا قانونيا لكلمة طبيعي. فرغم أن العديد من المنتجات الطبيعية تقلل من إستخدام المواد الصناعية المهيجة للجلد، إلا أن ذلك ليس دليلا على أن هذه المنتجات هي الألطف ولا الأفضل للعناية بالبشرة. فالكثير من المكونات الطبيعية التي تستخدمها الشركات في تركيبة منتجاتها ليست جيدة لصحة بشرتك، إذ يمكن لبعض الناس أن يصابوا بالحساسية من إستعمال مواد طبيعية مثل زيت النعناع أو زيت الخزامى، أو عصير الليمون. ويمكن لمادة اللانولين الشائع إستخدامها في ملطفات الشفاة والتي تستخرج من صوف الخراف أن تتسبب في المرض عن طريق سدها للمسام. والأسوأ من ذلك أن الكثير من المواد الطبيعية موجودة في تركيبة المستحضر بسبب الرائحة وليس لأنها تحسن من القيمة الصحية للمنتج مثل زيوت الأوكاليبتوس والجيرانيوم والليمون. فكل هذه الزيوت تستخدم جزئيا لتعطير المنتج وجزئيا لفوائدها الصحية التي لم تثبت نتائج الدراسات العلمية فعاليتها. أما بالنسبة لمستحضرات العناية بالجسم فالقصة مختلفة، ولذلك فمن الأفضل إستخدام تلك الزيوت لبشرة الجسم أو الشعر وليس للوجه لأنه أكثر حساسية. ولهذا فالمواد التي تسبب تهيج بشرة وجهك قد لا يكون لها أي تأثير ضار على جلد جسمك. وليس معنى ذلك أن عليك التخلص من كل تلك المستحضرات التي تفضلينها، بل على العكس إذا كانت لا تأثير ضار منها عليك، فإستمري في إستخدامها. ولكن إذا كنت من المعرضات للحساسية أو تهيج الجلد فالأفضل أن تعيدي فحص مكونات مستحضراتك والتأكد من أنك لم تشتري منتجا ضرره أكثر من نفعه. والأفضل لو قمت أولا بإختباره على جزء صغير من جلدك لتعرفي تأثيره عليك.