لا يخلو بيت اليوم من المشاكل الأسرية والتي قد يحل بعضها وبعضها تتعقد وتتطور حتى تصل لطلب الطلاق. وكانت قصة اليوم من أغرب الحالات التي مرت بنا، والتي تحول فيها الكره إلى حب ومن إلحاح بالانفصال لرغبة في التسامح والغفران. إنها مسألة لزوجة ظلت بالمحاكم أكثر من عامين تطلب الطلاق وترفض كل محاولات للصلح أو التفاهم. وقالت يوما ما بأن الجحيم أهون عليها من العيش مع زوج يحبسها أربعة وعشرين ساعة بالبيت ويحرمها بالأسابيع من زيارة أهلها ويبخل عليها بمشاعر الحب ويتعامل من منطلق التزمت الشديد. كانت النتيجة أنها كرهت نصحه وتوجيهاته وكرهت عشرته وأعتبرت زواجها منه سجن كبير لابد أن تحرر منه. كم بكت وترجته أن يطلقها وكم حاول هو لاقناعها بالبعد عن فكرة الطلاق لكن بعد فوات الأوان واستمرت الزوجة مصره على طلبها حتى جاءت لحظة العمر وساعة الصفر وحدث موقف من أحد أبنائها الصغار هز كيانها وقلب موازين التفكير في عقلها وبعد سنتين من الإصرار على الطلاق تراجعت باكية بسبب هذا الموقف الذي وقع من ولدها . تقول الزوجة : كنت عازمة أمس على طلب الطلاق وذهبت لاشتكي وأؤكد طلبي بالمحكمة حتى فاجأني ابنى عندما أوقفني على الباب وهو يشدني من ثيابي ويقول لي : (أرجوكي يا امي لا تخلي بابا يطلقك أنا ما أقدر أعيش بدون بابا). وهنا بكت الزوجة وأحست بأنها أن استمرت وأصرت على الطلاق فأنها ترتكب جريمة في حق أبنائها وفي لحظة فاقت الأم والزوجة وتذكرت بأن الأبناء ليس لهم ذنب في أخطاء وخلافات الكبار وأن من حقهم أن يعيشوا بين أبوين ويسعدا بوجودهم كما سعد غيرهم . قالت الزوجة : هزني حزن ولدي وخوفي على نفسيته ونفسية الأبناء فتراجعت عن الطلاق وصممت أن أعود لبيت الزوجية بعد قضاء عامين في بيت أهلي وتصالحت معه وقد وعدني بأن يكون مرنا معي. ولا يحرمني من زيارة أهلي وأن يحنو علي ويحترمني وأن يسمح لي بإكمال الدراسة وزيارة أهلي مرتين في الأسبوع وتم الصلح بسبب جذبه من يد ولدي لعباءتي ولسان حاله يقول ( من فضلك يا أمي لا تطلبي الطلاق ).