منذ أكثر من 100 عام تحمل السفن الشراعية التقليدية -التي تُعرف باسم البوم- في منطقة الخليج سلعاً ومواد غذائية من خور دبي في وسط المركز التجاري التاريخي في المدينة إلى الدول المجاورة وغيرها. وعلى الرغم من أن سفن الشحن الضخمة والموانئ الحديثة، هذه الأيام، أخذت معظم التجارة التي كانت تتم عبر خور دبي، فإن الخور التاريخي لا يزال حيوياً بالنسبة للمصالح التجارية للإمارة، حيث يعج بالسفن التقليدية التي تنقل سلعاً ومأكولات وغيرها. وربما تزيد أهمية ذلك المجرى المائي التاريخي، من أجل الحفاظ على التراث الذي ساهم في صعود دبي إلى مكانتها الحالية في القرن الحادي والعشرين. وفي حديث لوكالة أنباء "رويترز" يقول المدير التنفيذي لإدارة التراث العمراني في دبي، راشد محمد بوخش: "خور دبي بالنسبة لمدينة دبي وإمارة دبي عَصب الحياة، مثلما نهر النيل بالنسبة للقاهرة. مدينة دبي وكذلك الشارقة وكذلك عجمان ورأس الخيمة هذه مدن تأسست على هذه الخيران". ويضيف "الخور كان عبارة عن ميناء طبيعي شكلته الطبيعة بدبي، فتكونت المدينة على الخور هذا، وخاصة أن أهل البلد كانوا يشتغلون بالتجارة سواءً في الغوص على اللؤلؤ، وكذلك صيد السمك أو التجارة البحرية مع الهند وإيران وأفريقيا". نحو 24 ألف سفينة تقليدية (بوم) تبحر في مياه خور دبي سنوياً محملة بسلع تجارية متنوعة ومواد غذائية إلى إيران ودول أخرى مجاورة أيضاً. وبدأت التجارة في خور دبي في حدود عام 1875، لكنها نشطت بشكل كبير بعد عام 1903 ليصبح الخور مركزاً للتجارة في منطقة الخليج. ومعظم البحارة الذين يعملون على السفن التقليدية في خور دبي حالياً، من الإيرانيين الذين توارثوا التجارة جيلاً عن جيل، وأباً عن جد على مدى القرن الماضي. " تعتبر تلك السفن (البوم) بمثابة بيوت يقضي من يعملون عليها معظم أيامهم على متنها ينقلون بضاعة من دبي إلى إيران والعكس. ويأتي كثير من البحارة الشبان والأكبر سناً من أو من قرب المدن الساحلية في جنوب إيران كشركاء تجاريين طبيعيين لدبي نظراً للقرب الجغرافي. ويعمل خور دبي حالياً بشكل أساسي كمركز لإعادة توزيع السلع والبضائع التي يتم استيرادها من دول العالم المختلفة عن طريق سفن شحن أكبر. وبعيداً عن الأهمية التجارية للخور، تعمل إدارة التراث العمراني في دبي حالياً على الحفاظ على منطقة دبي التاريخية، بمساحة ثلاثة كيلومترات مربعة، تضم خور دبي والمناطق القديمة المحيطة مثل الشندغة وبر دبي والأسواق القديمة وحي الفهيدي. وقال المدير التنفيذي لإدارة التراث العمراني عن خور دبي "إلى الآن كأهمية تجارية موجودة وأيضاً بالنسبة لنا، مهم جداً تسجيل خور دبي في يونسكو، وأيضاً كتاريخ وتراث وحضارة دبي، إنه نحافظ على السفن". وذكر بوخش أن فريقاً من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة يونسكو سيتفقد تلك الأماكن التي يرجع تاريخها إلى عام 1799 أواخر عام 2016، لتقييم مدى أهليتها كموقع للتراث العالمي. ومن المتوقع أن يتخذ الفريق قراراً في عام 2017.