يقول البعض إن أصدقاء الإنترنت ليسوا أصدقاء فعليين؛ فقط بيكسلات وصور على شاشة. حسنا إذا لم تكن حقيقية، إذن لماذا تؤلم بهذا القدر أن يحذفنا أحد من حسابه على فيسبوك؟ الإحساس بالحيرة صعب. وشعور ما الخطأ الذي ارتكبته؟ لا يذهب بعيداً. ويدخلك في مشاكل الهجر القديمة التي قد لا نكون مدركين بأنها لدينا إلا أنها عند الجميع. بالأخص إذا انتهت علاقة قديمة بترك أحدهم لك؛ لا يلتئم الجرح بالكامل أبداً. الرفض الجديد يوقظه مجدداً. توافق أرابيلا راسيل، مستشارة العلاقات: "يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تكون مصدراً عظيماً للبهجة ولكن يمكن أن يكون لها وقعاً شديداً على الثقة بالنفس. فإذا تمّ التخلي عنك يمكن أن يكون للأمر تأثير عصبي: ونسأل أنفسنا (ماذا فعلت؟)، ونلقي باللوم على أنفسنا فورا. الصداقة عبر الإنترنت حقيقية بالتأكيد. ويمكنها أن تصبح أكثر شدة وأسرع من العلاقات خارج الإنترنت وعادة سنشارك أشياء لم نكن لنشاركها خارج الإنترنت. لذلك أن يتم إلغاء صداقتك هو أمر مؤلم. إنه رفض يلعب على مشاعر الطفولة. تشعر بنفس المشاعر حتى وأنت بالغ. لم يتم إعطائنا أي فرصة لإبداء الرأي، أو التسوية، أو التفاوض، أو التحدث عن المشكلات. يمكننا استخدام المنطق كبالغين لكي ندافع عن أنفسنا ضد الألم بطريقة أفضل مما كنا نفعله كأطفال، لكن يبقى نفس الشعور بالألم. تعد الصداقات من خلال الإنترنت للنساء العاملات من المنزل، مصادفة سعيدة تعطينا لحظات للاسترخاء؛ والمحادثة والنميمة. إلا أنني اتساءل إذا كانت تجلعنا أكثر ضعفاً أيضاً؟ من السهل للغاية أن تتخلى عن أصدقاء عبر الإنترنت. ولا تراهم مجدداً لأنك أصلاً لم تراهم أبدا من قبل. ليست هناك أي عواقب لإنهاء صداقة بهذا الشكل. يمكن للنهاية خارج الإنترنت أن تكون أصعب. نميل لفقد الأصدقاء أثناء تقدمنا بالعمر، بالأخص إذا كانت الصداقات قد تمت في الجامعة أو عندما كان أطفالك بنفس العمر في نفس المدرسة. لكن تلك تميل لكونها صداقات موظفة. لكن الصداقات التي تهم حقاً تتخطى كل شىء وتميل للدوام. يؤلم بشدة انتهاء الصداقات بشكل مفاجىء. وربما يتضح لك ببطء أن شخصاً اعتقدته صديقاً لا يبذل جهداً أبداً كي يتواصل معك. أنت دائماً من يبذل جهداً كي تتواصل معه. ماذا سيحدث لو توقفت؟ تتساءل. لذلك تفعل، ثم تختبر الأمر. لكنك تعرف مسبقاً الإجابة. لا يتصلون بك، ولا يراسلونك. وتضيف راسل: “قد يبدو أن الحياة عبر الإنترنت تعطي للناس الفرصة أن يبتعدوا فقط لكنك تجد دائما انه قد تم التخلي عنك.. مواقع التواصل الاجتماعي تجعل الأمر فقط أسهل وأكثر قسوة. إذا تم التخلي عنك بشكل بواسطة صديق عبر الإنترنت أو خارجه، تقول راسل من المغري ألا تثق مجدداً، وتضيف: لكن إذا لم تثق، ستكون أنت الخاسر الوحيد. علينا المخاطرة بجزء من أنفسنا في الصداقة. إذا كنت حذراً للغاية بشأن العلاقات اللاحقة وحذرا بشأن الثقة، قد ينتهي بك الأمر وحيداً. عليك أن تكون حريصاً للغاية من عدم أخذ التجربة وتطبيقها على تجربة أخرى. تمسك بالأمل وادرك بأنها قد تكون حدثت مرة، ولكن لن يعاملك الجميع بنفس الطريقة. اعترف بأنها مؤلمة. لا تفرض على نفسك اعتقاد بأنها تجربة غير مؤلمة لأنها آلمت وتؤلم. وإذا تم التخلي عنك، فهذه تذكرة كي لا تعامل الناس بتلك الطريقة. لأنك تعلم كم سيكون الأمر مؤلما.