من فتاة قروية في وادي سوات في باكستان إلى حائزة على جائزة نوبل للسلام، إنها ملالا يوسف، الصبية الباكستانية التي نجت بأعجوبة من محاولة اغتيال على يد مسلحين من طالبان باكستان في أكتوبر 2012، بسبب تدويناتها الداعية لتعليم الفتيات. قصة ملالا (عمرها الآن 18 عاماً) التي أصبحت نموذجاً لقصة المرأة والتعليم والنضال ضد التطرف في كثير من بلاد العالم، أصبحت فيلماً وثائقياً بعنوان "أسماني ملالا" للمخرج الأميركي ديفيس غوغنهايم. يبدأ الفيلم، المقتبس من مذكرات ملالا، مع قرار والد ملالا تسمية ابنته على اسم محاربة من البشتون الأفغان قتلت في القرن التاسع عشر لشجاعتها، وهو بذلك كما لو أنّه حمّل طفلته قدرها منذ لحظة ولادتها، ولكنه سلحها بالحب والشجاعة وحب التعليم والقتال في سبيل ما تؤمن أنه العدل والصواب. تتحرك مشاهد الفيلم بين الماضي والحاضر، ماضي ملالا في وادي سوت يحضر في ذكرياتها وصوتها، وحاضرها في برمنغهام مع عائلتها حيث تحاول التأقلم والعيش. ويختير العمل ثلاثة مشاعر أساسية مع ملالا؛ سعادتها بالحياة ومتعتها، التروما والصدمة التي مرت بها ثم قدرتها على الغفران والصفح. هي التي دعت العالم مرة قائلة: "استثمروا في الكتب لا الرصاص"، والتي تعمل حالياً ناشطة تدير حملات الدفاع عن حقوق الأطفال حول العالم، وساهمت في إطلاق "صندوق ملالا"، وهي مؤسسة غير ربحية تهدف إلى دعم حقوق تعليم الفتيات حول العالم. "أسماني ملالا" يدور مع القصة وحركة الزمن من الباكستان إلى إنجلترا بحساسية عالية وهدوء يشبه ابتسامة ملالا. ربما يكون أحد الأفلام التي يجب على كل عائلة أن تشاهدها، ففيها قصة شجاعة نادرة واستعادة لقيم البطولة، ونحن بحاجة إليها، التي تراجعت كثيراً في ما يقدم من أعمال سينمائية معاصرة. كان من المقرر أن يكون الفيلم روائياً وليس وثائقياً، أي يتم تمثيل شخصية ملالا، لكن منتجي الفيلم والتر باركس ولوري ماكدونالدز، بعد أن التقيا بملالا، قررا أن شخصية بهذه الكاريزما لا بد أن تكون هي الموجودة بنفسها، لذلك اعتمدا إنتاج العمل وثائقياً وليس روائياً. يتضمن الفيلم مشاهد مؤثرة للحياة اليومية للأسرة، الأب يقي البيض ويعد الطعام والشاي لعائلته، وهي تعلمه كيف يكتب التغريدات على تويتر. ولكي يقوم المخرج بتصوير حياة ملالا قبل أن يتم نقلها إلى إنجلترا لإجراء عملية لها بعد محاولة اغتيالها، لجأ إلى أحد أهم الرسامين جيسون كاربنتر، ليأخذنا داخل رأس ملالا ويستعيد ذكرياتها معها فنرى صورة لوادي سوات حيث عاشت طفولتها، ونمر على الأنهار والجبال وثياب النساء الملونة والشوارع المتسخة. المزيد: غوغنهايم: هكذا  تعرفت إلى ملالا