ما هو خطر أجهزتنا الإليكترونية على صحتنا؟ قيل لنا المئات من المرات أن الجلوس أمام الكمبيوتر يقتلنا ببطء، وأن الضوء الأزرق له تأثير كبير على كمية ونوع نومنا. والآن يمكننا أن نضيف إلى كل هذه الأخطار ضررا جديدا وهو التأثير السيء على الجلد الذي يعتبر أسوأ من ضرر أشعة الشمس. والضرر يعود إلى الطاقة المرئية العالية HEV والمعروفة بإسم الضوء الأزرق التي تصدر عن التلفزيون والكمبيوتر والتليفونات الذكية.، والتي لم نعد نستغنى عنها وأصبحت منذ عشر سنوات ملازمة لحياتنا اليومية. والمشكلة أن الدراسات على هذا الضوء الأزرق ما زالت في طور التطور. ولكن العلماء يعرفون أن هذا الضوء يتغلغل بعمق تحت الجلد أكثر من أشعة الشمس الضارة UV . فالدراسات أشارت إلى أن الضوء الأزرق يؤثر على المورثات الجينية DNA بشكل يجعل الجلد تبدو عليه آثار التقدم في السن التي تحدث عادة بسبب كثرة التعرض لأشعة الشمس. ورغم أن هذه الدراسات العلمية لم تظهر نتائجها المؤكدة بعد إلا أن هذه المؤشرات الأولية لها مخيفة جدا خصوصا وأننا نستعمل هذه الأجهزة الإليكترونية منذ سنوات طويلة بدون أن نلتزم بأي إجراءات وقائية ضد أخطارها. وكما أننا لا يمكننا الإبتعاد عن الشمس تماما لحاجتنا إلى ما تمدنا به أشعتها من فيتامين D المهم لسلامة عظامنا، فإننا لا يمكننا في عصرنا الحديث الإستغناء عن الأجهزة الإليكترونية. ولكن الخبر المثير للتفاؤل أن هذه الصناعة بدأت تتخذ ولو ببطء خطوات لحماية جلدنا من أضرار ضوء الأجهزة الإليكترونية بنفس الطريقة التي نحمي بها البشرة حاليا عن طريق أنواع الكريمات الحامية من أشعة الشمس الضارة. وأول ماركة طرحت منتجات لسد حاجة إحتياجات الناس في هذا المجال ولدت تحت إسم "ميك بيوتي" Make Beauty ، فبدأت هذا الخريف بطرح خط إنتاج مستحضر برايمر للبشرة يسمى "مون لايت برايمر" Moonlight Primer بسعر 55 دولارا. وهو أيضا مرطب معزز بخلاصات أعشاب البحر وأساس قبل وضع الماكياج، تم إبتكار تركيبته خصيصا لحماية الجلد من الضوء الأزرق HEV . "نستعمل مصدرا نباتيا للميلانين وهو نوع يمكن أكله من أعشاب البحر وأيضا كمية من زبد التشي، كعامل بيولوجي مركب نشط. وهذا لا يحمي فقط من أضرار الضوء الأزرق وإنما من خطر الأشعة تحت الحمراء infrared light وأيضا ضد تأثير تلوث الجو والبيئة والذرات الحرة" كما تقول مديرة الإبتكارات بالشركة أريانا مويياريس. ولأننا لا نعرف حتى الآن موعد طرح هذا المنتج في منطقتنا فالأفضل حماية أنفسنا بتقليل مدة التعرض للأجهزة الإليكترونية بقدر الإمكان.