لو تقلب الزمن وصعبت الأيام فغالبا ما يكون الأخ والأخت هم أقرب الناس إلينا نشكو إليهم همومنا وننتظر دعمهم ومواساتهم، لأن المثل يقول (الدم عمره ما يبقى مايه) أما أن يتحول الأخ الشقيق والأخت الشقيقة لأكبر عدو لنا ومصدر تعاسة وعدم أمان وتدمير لحياتنا الأسرية فهذه من عجائب هذا الزمن التي تحزن القلب وتدمع العين . تقول الزوجة (س): عشت في سعادة مع زوجي أول خمسة أشهر ولما بدأت أختي الصغرى تزورنا طوال الأربع سنوات الماضية وبحسن نية مني أتركها بالساعات تتكلم مع زوجي بل ويوصلها لعملها ويقضي لها بعض أمورها، لأني كنت أعتبره أخا لها وكنت لا أظن بيوم من الأيام أن أختي ستنظر نظرة المحب لزوجي وأن غيرتها مني وهي صغيرة ستستمر حتى بعدما كبرنا فصارت تعلو ضحاتها مع زوجي ببيتي، وتبدي الدلال والدلع الزائد فبدأت أقلق من هذا الوضع لكني لم اتخذ أي خطوة أو ردة فعل ولم أخونهما أبدا حتى فوجئت برسائلها على موبايل زوجي التي بدأت بالأدعية ثم انتهت بشكواه مني ومن تقصيري ومدحه لها بل وحبه لها دونا عني. تضيف: اشتعلت النار بقلبي فصارحته بما عرفت وقرأت ودبت الخلافات بيننا حتى قال لي يوما بكل جرأة: نعم أنا أحب أختك هي أصغر وأجمل منك . قلت له: لماذا تزوجتني ولم تتزوجها ؟ قال: كنت أهبل وفاقد يومها لعقلي .. جن جنوني لما تأكدت من علاقته بأختي فتحدثت لأختي وحاولت منع علاقتها مع زوجي لكنها صدتني واتهمتني بالتقصير وأنها ما لها ذنب في حب زوجي لها وزادت صدمتي فيها بقولها لي: هو خسارة فيك.. فتذكرت ساعتها يوم أن كنا صغارا وكان أبي يحضر لي ملابس العيد فإذا كان الفستان جميلا كانت تغار وتقول: ده خسارة فيك وسيكون أجمل على أنا إن لبسته.. سألتها: وهل عرف أهلك بقصتها مع زوجك؟ قالت: نعم ولكنهم لم يستطيعوا وقفها أو ردعها لأن والدي مريض وعاجز وأمي كبيرة بالسن وأختي المتزوجة قبلنا لا تريد تعرف زوجها بمشاكل أسرتنا حتى لا يعايرها بتصرفات أخواتها. وأما أخي فطالب بالجامعة يأخذ مصروفه من أختي هذه التي خانتني مع زوجي لأنها تعمل . زوجي اليوم يريد أن يطلقني من أجل أن يتزوجها ولدي منه طفلان ولو سكت لتمادى بحماقته وخيانته ولو تكلمت هددني بالطلاق فماذا أصنع يا سيدي فأنا أحب زوجي وبيتي وأريد الحفاظ عليهم لكن أختي دمرت حياتي وحياة أبنائي. الجواب: بداية لابد أن تعرفي أنك شاركت في خلق تلك المشكلة بسذاجتك الزائدة فكان المفروض من البداية ألا تسمحي بالتواصل بين أختك وزوجك ببيتك وخارج بيتك بالساعات لأنك تعرفين غيرة أختك منك وكان يجب الحرص من البداية ووضع الحواجز وعدم ترك الأمور سداح مداح كما يقال لأن ذلك فتح بابا للشيطان بينهما فاستغل غيرتها منك واستغل نقص معين يراه زوجك فيك. ثانيا: يجب أن تبحثي عن أوجه القصور فيك التي جعلته يعجب بغيرك سواء أختك أو غيرها فربما انشغلت عنه بتربية الأبناء وأهملته عاطفيا وأهملت الاهتمام بنفسك بنفس الوقت الذي يرى فيه أختك منتهى الاهتمام والدلع كما تقولين. ثالثا: يجب أن تتعاوني مع الأهل جميعا وتدخلي أحد الكبار بالعائلة ويجلسون جميعا جلسة رجل واحد والدتك ووالدك وأختك الكبيرة المتزوجة وحتى أخيك بالجامعة بالإضافة لشخص أو أكثر له كلمة مسموعة سواء كان عم أو خال ليبعدوها جميعا بالترغيب وبالترهيب عن زوجك وألا تكون سببا في تدمير حياة أختها. رابعا:استغلي الأحاديث والايات في نصح زوجك وعرفيه بأن ذلك حرام شرعا وأنه كما تدين تدان وقولي له: ماذا كنت ستفعل لو وقع ذلك بيني وبين أحد من إخوانك هل كنت ستقبلها على نفسك؟ وأكثري من الدعاء له وذكريه بأن استمراره ربما يضيع الأسرة والبيت ويشرد الأبناء حين تلجأين للطلاق.. أفهميه بأن ما يمر به نزوة وأن المجتمع سيحتقر تلك العلاقة حتى وإن طلقك وتزوجها لأن ألسنة الناس لن ترحمه ولن ترحمها .. ذكريه بغيرة وتصرفات أختك معك وأنتم صغار وأنها لا تحبه بل تعيشه في وهم هي فقط تريد التخريب علىك كما كانت تأخذ منك الفساتين والألعاب التي تخصك فحينها كانت تهدأ قولي له: بأنه ربما لو طلقتني ما رضيت هي بك لأنها فقط تريد أن تحس بأنها مرغوبة وأنها أخذت مني شيئا هو ملكي وهو زوجي فربما لو تركتني لتركتك لأن ذلك طبعها منذ كنا صغارا.. حاولي أن تركزي على هذا العامل النفسي فربما فهم واستوعب وأفاق قبل فوات الأوان.