إن تقبّل المرأة إصابتها بسرطان الثدي ليس بالأمر السهل. إلى جانب المخاوف التي تتكوّن لديها حول المرض وخطورته واحتمال تفاقمه، فإن أنوثتها تتأثر به. يحدث ذلك نتيجة الهواجس الكثيرة التي تتملك المرأة عند إصابتها بهذا السرطان، فينقلب عالمها رأساً على عقب. وغالباً ما تتبدل حياتها وشخصيتها ككل". هذه الهواجس تبدأ منذ اللحظة التي يخبر فيها الطبيب المريضة عن إصابتها، وتزداد مع مرحلة العلاج الكيميائي. وتختلف خطورة هذه الهواجس بحسب قدرة المرأة على التحمل. وقد تصل إلى حدّ رغبتها في الانتحار أو رفضها للعلاج الكيميائي بعد فقدانها الأمل بالحياة. لكنها قد تتحلى بالشجاعة الكافية للصمود أمام المرض وتحمّل آلام ذلك العلاج. من الهواجس التي تصيب المرأة خوفها من الموت، وخوفها من العجز خصوصاً وأنها أصبحت عالة على الآخرين، وفقدانها الأمل في التفوق الوظيفي والمنافسة المهنية، وإحساسها بانعدام فرصها في الزواج وتكوين حياة أسرية سوية. وتتزايد الهواجس عند الأم والمرأة المتزوجة، لإحساسها بالذنب تجاه زوجها وبناتها. فهي تظنّ أنها أورثت الأخيرات المرض، في حين أصبحت عبئاً على زوجها مع اقتناعها بأنه يستحق من هي أفضل منها. ويؤكد الأطباء أهمية البدء المبكر في العلاج النفسي للمصابات إذ يعدّ مقوّماً أساسياً لشفائهن. وهناك ثلاث مراحل للعلاج النفسي بحسب تطوّر الحالة المرضية. يتمثّل العلاج النفسي في المرحلة الأولى عند تشخيص المرض واكتشاف الإصابة، في السعي إلى التخلص من التوتر والقلق من خلال تمرينات عضلية تساعد على الاسترخاء. وتبدأ المرحلة الثانية من العلاج مع بدء العلاج الكيميائي، ونحتاج خلاله إلى دعم أسري وتشجيع من قبل الأفراد المحيطين بالمريضة حتى تتابع العلاج. أما في المرحلة الثالثة ومع استمرار العلاج الكيميائي، فإننا نعتمد على العلاج بالمحاكاة من خلال جلسات جماعية لناجيات نجحن في تخطي المرض وعلاجه وخرجن من الأزمة.