ريم، وهي الفترة التي لم يتوقف عندها التاريخ طويلاً. لهذا رأت أنه من الواجب تسليط الضوء على أمجاد الأجداد وتوثيق معاناتهم من خلال روايتها الأولى "سلطنة هرمز". في حوار نشرته مجلة "زهرة الخليج" سابقاً، تحدثت الكمالي عن تفاصيل روايتها. * بدايةً، من هي ريم الكمالي؟ أنا إنسانة بسيطة من أسرة صغيرة، وقد عشت طفولتي في قرية جبلية اختزلت كل مناخها من تراث وتاريخ ومحبة، لأكمل حياتي في ما بعد في مدينة عصرية أخرجتُ كل ما لديّ من المختزل الطفولي على شكل نصوص روائية وشعرية. * "سلطنة هرمز" هي أولى رواياتك، حدثينا عنها؟ تدور أحداث الرواية بين 1507 و1508 وهي فترة دخول البرتغاليين إلى منطقة الخليج العربي بقيادة الجنرال الفونسو دي البوكيرك، والقصف المدفعي البرتغالي من فوق ظهور السفن على سواحل المدن والسيطرة عليها بقوة المدافع الحديثة والبارود المتقدم. * بمَ تختلف رواية "سلطنة هرمز" عن غيرها من الروايات التاريخية؟ المميز في الرواية أنّي خضت في فترة مبهمة تاريخياً وقليلة المصادر، ولم تتحدث عنها كتب التاريخ كما يجب. فقد سافرت من أجلها إلى البرتغال للاطلاع على وثائق تاريخية خاصة بمنطقة خصب إبان الاحتلال البرتغالي للمنطقة، وهي المنطقة التي تدور فيها أحداث القصة، وتعتبر إحدى أهم المناطق على ساحل هرمز وقتها. * كيف اخترت فكرة الخوض في غمار الكتابة التاريخية واختيار زمن الغزو البرتغالي للمنطقة؟ الرواية التاريخية شاقة جداً لأنّ الروائي يتحوّل إلى باحث يدوّن حركة الناس في ما مضى، ومكاناً مغايراً وما ينشأ بينهما من علاقات. الروائي يُنشئ الخطاب الخيالي بينما الكاتب التاريخي يمنحك الخبر سرداً لا يتجاوز حدّ الأخبار، والروائي يستلهم الأفعال التاريخية ويستفيد من معطياته ويشكل عمله الأدبي. لذا انطلقت من نقطة التاريخ والأدب وهما من أكثر علوم الإنسان ومعارفه ارتباطاً به، لأقوم بصياغة الرواية حتى استفسر عن حقيقة الإنسان وماهيته ودوره في هذا الكون، فليس هناك شيء يستطيع أن يساعد الإنسان على التعبير وجدانياً عن نفسه كما الأدب. كما أنّ الاختيارات أتت كتحدٍّ معرفي أولاً. أردت التوغل في زمن مهم بأحداثه يمسّ أجدادنا، ونحن أولى كأبناء المنطقة من كتّاب وأدباء في الحديث عن زمن ماض يمسّنا. * هل كل الشخصيات في الرواية حقيقية أم هي من صنع الخيال؟ هناك شخصيات من الموروث الشفهي الذي نقلته لي جدتي الحبيبة، بالإضافة إلى بعض الشخوص من الخيال، لكن معظم الشخصيات البرتغالية حقيقية. * الأعمال التاريخية تعتبر شاقة بالنسبة إلى أي روائي وكاتب، خصوصاً أنها تحتاج مجهوداً كبيراً وتدقيقاً ومراجعة عميقين... (مقاطعة) صحيح لقد أخذت مني الرواية 3 سنوات للانتهاء من الكتابة والمراجعة، ولأنه العمل الأول لي ولأنني بلا اسم في عالم الأدباء، فقد تمهّلت كثيراً قبل النشر، واستعنت بالمدققين الأصدقاء والنقاد ليعطوا رأيهم قبل النشر. * ما هي المعلومة التي اطلعتِ عليها ودفعتك لاختيار رواية تتناول فترة الغزو البرتغالي؟ في الحقيقة، إنّها معلومات وليست معلومة واحدة، أهمها تعذيب أجدادنا وتشويههم على أيدي البرتغاليين آنذاك. وكذلك كانت الخرائط قليلة في هذا الوقت، وهناك أيضاً القلاع البرتغالية الموجودة في منطقة الخليج وأسلوب معمارها القديم، كل ذلك كان مصدر إلهام لي لكتابة الرواية. * هل حصدتِ النجاح الذي أردتِ الوصول إليه؟ لا أريد سوى الوصول إلى القارئ، وما يهمني هنا هي المعرفة الأدبية والتاريخية. ففي التاريخ مناطق كثيرة ومهمة لا بد من التوغل فيها. وأنا أجد أنّ الحكاية كنص هي الأكثر قرباً من القارئ مهما كانت نوعية قراءاته، وأنا شخصياً يعنيني جداً الخطاب الروائي في التاريخ. أما النجاح، فيؤكده القلم حين يفرض النصّ نفسه، ولا أستطيع تقييم نجاحي، فالقول هو القارئ.