غبي، كسلان، عبارات من هذا القبيل كانت توجه لابن السيدة شرين النويس احدى أبرز الشخصيات النسوية الرائدة في دولة الامارات العربية المتحدة. سعت بكل ما تملك لايجاد حل لمشكلة ابنها، إذ تقول: "لم يكن أحد يملك فكرة عن المشكلة التي يعانيها ابني أولهم أنا. كنت أشعر بداخلي أنّه طفل ذكي. وكان السؤال دائماً عما إذا كان يستوعب جيداً في الصف. سافرت وحضرت العديد من المؤتمرات بحثاً عن جواب لسؤالي، لأكتشف أنّ ابني يعاني من مشكلة عسر التعلم. وللأسف مجتمعنا لم يكن يملك فكرة عن هذه الحالة". هذا الأمر أسعدها، وبفضل جهودها، صار ابنها اليوم يدرس في الولايات المتحدة متخصّصاً في الاقتصاد. من خلال التجربة التي مرت بها، أصرت النويس الحاصلة على ماجستير في السياحة على إنشاء مركز تعليم للتدريب وتطوير المهارات في أبوظبي بهدف تلبية احتياجات أطفال "الديسلكسيا" الذي يعرف بعسر القراءة والكتابة. وعن فكرة إطلاق "تعليم"، تؤكد النويس أنها تأتي في سياق دعم الطلبة الذين يعانون من صعوبات في التعلم في إمارة أبو ظبي وإمارات الدولة كافة. ويأتي ذلك بما ينسجم مع رؤية مجلس أبو ظبي للتعليم التي تهدف إلى الوصول بمستوى التعليم عالمياً. ويعتبر مركز "تعليم" للتدريب وتطوير المهارات أحد أهم الانجازات التي تفتخر بها النويس، إذ يعتبر المركز الأول من نوعه في الامارات. تأسس في فبراير عام 2014 بهدف تقديم خدمات مميزة في مجال صعوبات التعلم، ونشر الوعي حول طريقة التعامل مع الذين يعانون من صعوبات التعلم، ونشر المعلومات المتعلقة بصعوبات التعلم الموثقة والمعتمدة على أسس علمية. ووفقا للنويس، فإنّ المركز يعمل على تشخيص وعلاج الأطفال ذوي صعوبات التعلم، وتعريف المجتمع المحلي بمفهوم صعوبات التعلم وأشكالها عن طريق الندوات والمؤتمرات والتدريب العملي والنظري للمدرسين والأمهات، وإعداد البرامج والخطط العلاجية الأكاديمية الفردية للأطفال ذوي صعوبات التعلم من فئة: عسر القراءة وعسر النطق وعسر الكتابة وعسر الحساب وبطء التعلم وفرط الحركة وتشتت الإنتباه والموهوبين. ويهدف المركز إلى إعلاء اسم الإمارات عالياً، وجعلها من الرواد في هذا المجال على مستوى العالم العربي، والكشف والتشخيص المبكر لحالات صعوبات التعلم، والتغلب على مشكلات أطفالنا الذين يعانون من صعوبات التعلم، وخلق جيل من فئة الأطفال قادر على البناء والعطاء في الدولة.