يسألونك في المطاعم: ماء عذب أم فوار؟ وقد تقرر ان تشرب الفوار لأن أصدقاءك يفعلون ذلك، أو لأنك تحب نكهته. لكن هل تعرف فعلا إن كان شرب الماء الفوار قد يضرك أم لا؟ المعدة والماء الفوار في تجربة صغيرة طُلب من مرضى يعانون من حالة عسر الهضم المتكرر أو الإمساك المتكرر أن يشربوا كمية من الماء، إما ماء الصنبور أو الماء الفوار، لمدة 15 يوماً. ثم أجريت عليهم بعض الاختبارات والتحاليل. تحسنت الحالتان لدى الذين شربوا الماء الفوار، ولم يطرأ أي تحسن لدى الذين شربوا ماء الصنبور. إذا شربت الكثير من الماء الفوار فقد تشعر بانتفاخ. لكن الباحثين في اليابان يقولون إنه يمكن الاستفادة من هذه المضاعفات الجانبية. فقد طلبوا من مجموعة نساء أن يصوموا ليلة، ثم يشربوا ببطء إما من ماء الصنبور أو من ماء فوار. وتوصل الباحثون إلى أن كمية من الغاز تقدر بنحو 900 ميلليتر قد تحررت من الماء الفوار الذي كانت كميته تقدر بنحو 250 ميلليتر. أي أنه لم يكن من المفاجئ أن تشعر النسوة بانتفاخ بسيط، ويظهر لديهن شعور بالشبع، علماً بأنهن لم يأكلن شيئاً. وبالتالي، فإنه يُوصى بشرب الماء الفوار كوسيلة لتفادي الإفراط في تناول الطعام، فهو يجعلك تشعر بالشبع. العظام والماء الفوار لعلك سمعت عن أناسٍ يعمدون إلى خطوة ما تتمثل في التخلص من غازات المشروبات الغازية نهائياً قبل أن يشربوها، خاصة إن كانوا يعانون من الجفاف بعد مرورهم باضطراب معدي أو بعد التقيؤ، أو حتى بعد الدوار الذي ينتاب شاربي الخمر في اليوم التالي. وبمراجعة تأثير تلك الخطوة على أطفال يعانون من التهاب المعدة الحاد، تبيّن وجود دلائل ضعيفة على نجاحها. كما أظهرت مقارنة بين تلك الخطوة وبين محاليل معالجة الجفاف ـ وخاصة تلك التي تُصنع لتحتوي على بدائل من الأملاح والسكريات بنسب صحيةـ إحتواء هذه المشروبات الفوارة على مستويات أقل بكثير من الصوديوم والبوتاسيوم مما هو موجود في تلك المحاليل. لذا، فمن الأفضل أن نتمسك باستعمال المواد على طبيعتها. لكن إذا لم تضر المياه الفوارة بمعدتك، فماذا عن العظام؟ هل تضعفها؟ هنا أيضاً تشير الدلائل الحالية إلى عدم وجود مثل هذا التأثير. وقد أظهر بحث كندي أجري عام 2001 أن المراهقين الذين يشربون الكثير من المشروبات الغازية (وليس المياه الفوارة) يعانون من قلة الكالسيوم في عظامهم. لكن الدراسة لم تبين ما إذا كانت المشكلة تكمن في المشروبات نفسها أم لأن الناس ربما كانوا يفضلون شربها على شرب الحليب. إذاً، فيما يخص العظام والمعدة، يبدو أن شرب المياه الفوارة ليس مضراً. لكن ماذا عن الأسنان؟ الأسنان والماء الفوار أخذ أحد الباحثين الذي يعمل في كلية طب الأسنان بجامعة جنوب إلينوي الأمريكية، عينات من مادة مينا الأسنان ووضعها في أوعية تحوي أنواعاً مختلفة من المشروبات الغازية لمدة 6 و24 و 48 ساعة. يقول جاين إن طبقة مينا الأسنان بدأت في التآكل. ويجادل البعض قائلاً إن ذلك لا يجاري الحقيقة، لأننا لا نُبقي تلك المشروبات الغازية في أفواهنا كل تلك الساعات. لكن، عبر عدة سنين، فحتى بضع ثوانٍ نقضيها ونحن نجرع تلك السوائل تتراكم شيئاً فشيئاً. هناك دراسة لحالة نُشرت عام 2009 لشاب عمره 25 عاماً يعمل موظفاً في أحد البنوك. كانت أسنانه الأمامية قد تآكلت بعد أربع سنين من شربه لنصف لتر من الكولا يومياً، تلتها ثلاث سنين زاد فيها الكمية المشروبة إلى لتر ونصف كل يوم، مضيفاً إليه بعضاً من عصير الفواكه. هذه الحالة كافية لترعبنا، لكنها تعتمد أيضاً على كيفية شرب هذه السوائل. وماذا عن المياه المعدنية الفوارة؟ قامت "كاتريونا براون"، من جامعة برمنغهام في بريطانيا، بوضع أسنان بشرية مقتلعة لا تبدو عليها أية آثار للتآكل في قوارير تحوي أنواعاً مختلفة من المياه الفوارة المطعّمة بنكهات متنوعة لمدة نصف ساعة لتكشف ما سيحصل لها. جرى طلاء الأسنان بمادة الورنيش ما عدا جزء محدد للاختبار هو عبارة عن قطر بنصف سنتيمتر، حيث أبقيت على حالها ولم تُطلى بمادة الورنيش. وجدت براون أن تأثير هذه السوائل على الأسنان كان مشابهاً، وأحياناً أكثر، من تأثير عصير البرتقال المعروف عنه تأثيراته في تليين مادة مينا الأسنان. كانت النكهات الأكثر حمضية هي لليمون بأنواعه المختلفة، ربما لأنها تحوي حمض الستريك (حمض الليمون) الذي يعطيها مذاقها الطيب. غير أنه عند الأخذ بعين الاعتبار التأثيرات المحتملة لهذه السوائل على تآكل الأسنان، فإن تأثيرها كان أقل بمائة مرة عما هي عليه أنواع أخرى من المشروبات الغازية.