كانت الصورة المعتادة ببعض شوارعنا وأسواقنا التجارية أن ترى على سبيل المثال بعض الشباب الفارغ يعاكسون الفتيات، وكنا ننتقد ذلك كآباء ومربين. لكن العولمة والانفتاح الأعمى قلب الأمر وجعله متطورا بشكل عكسي فصارت بعض الفتايات هن اللاتي يتعقبن الشباب، وتتمنى إحداهن أن يطالعها الشاب بنظرة أو كلمة أو ابتسامة. لكن هل وقف الأمر عند هذا الحد؟ بل تطور الأمر بأن بعض النساء مع الأسف من المطلقات من تطلب الشاب أو الرجل في علاقة زواج أو تواصل عاطفي رغم علمها بأنه متزوج ولديه أسرة وأبناء ويحب زوجته. يقول لي أحد أصدقائي الذي يعمل طبيبا- وكلامه هو الذي دفعني لكتابة تلك المقال- : إنني أتعرض بشكل شبه ليومي لمشاكل من هذا النوع فبعض الفتايات أو المطلقات تأتي للعيادة ليس للكشف الطبي بل لمحاولة استدراجي لعلاقات عاطفية. وزاد الأمر بشكل مستفز وكأن برقع الحياء قد نزع عن الكثيرات منهن، والكارثة الأكبر أن بعضهن تعرض نوع من الزواجات السرية الغير شرعية لتقنن به العلاقة وتحللها وبدون عقد بالمحكمة ولا مهر ولا موافقة ولي أمرها. ولقد وقفت حائرا أمام تلك الظاهرة متساءلا: ما الذي يدفع الفتايات والمطلقات لهذا؟ فوجدت أن التفسير الرئيس لتلك الظاهرة هي قلة نسب الزواج وانتشار العنوسة والتأثر بالإعلام الهابط وأيضا ضعف الوازع الديني وغياب رقابة الأسرة على الفتايات. إنني أناشد كل فتاة تقرأ تلك السطور وكل مطلقة تبحث عن شريك حياة بتلك الطريقة السخيفة المنحرفة أقول لها ناصحا أمينا: حافظي على أجمل نعمة رزقت بها من رب العالمين وهي نعمة الحياء.. لا تكوني بضاعة مكشوفة للجميع ولا تتبعي خطوات الشيطان فتندمي ساعة لا ينفع الندم. أيتها الأخت النقية الطاهرة إن تتبعك للشباب والتحرش بهم سواء على مواقع التواصل أو بالمولات التجارية ليس أبدا الطريق الصحيح للزواج. إياك وإعانة الشيطان على رجل متزوج له أسرة ينعم بها لا تخربي على الزوجة والأبناء اطمئنانهم بعلاقة عاطفية فاشلة. وإن كنت ممن يحب النبي الكريم وتحب خلقه فإن النبي كان لا يحب الفحش ولا التفحش وكان خلقه القرآن كان قرآنا يمشي على الأرض تقول عنه أمنا عائشة: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياءً من العذراء في خِدْرها، فإذا رأى شيئا يكرهه عرفناه في وجهه" رواه أحمد، وهو القائل معلما لبنات الأمة وشبابها: "الإيمان بضع وستون شعبة، أعلاها لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان" رواه البخاري .