سأل أحدهم الطبيبة النفسية الأميركية تيريز بروكار "متى تعرفين أنك تكتمين شعوراً مزعجاً لأنك تعتقدين أن الآخر قد يعتقد أنك سطحية أو أنه غير مهم؟" فأجابت: راقب نفسك كيف تتصرف بعد ذلك بشهر، هل تظل تتذكر هذا الشعور؟ هل ينخزك ويزعجك؟ هل يؤثر على كلامك مع شريك حياتك؟ كثيراً ما نسمع بها عن أصدقاء لنا كنا نعتقد أنهم زوجين سعيدين، ثم فجأة نعرف أنهما انفصلا أو أنهما يعيشان أزمة ومشاكل زوجية أو أن الزوج يخون زوجته ويفكر في تركها، هي أخبار تصدمنا بقدر ما تصدم الاثنين اللذين كانا يعتقدان أن علاقتهما تسير على ما يرام، تعتقد بروكار أن السبب وراء هذه الحالات هو كتمان تلك المشاعر التي يخاف كل منهما أن يعتبرها الآخر تافهة. لنقل إن هذه المشاعر ليست السبب الوحيد ولكنها سبب وجيه وقوي، إذ تتراكم مع الوقت تلك الأشياء الصغيرة المزعجة وتصبح العلاقة برمتها مزعجة. فلكي يحافظ أي زوجين على السلام بينهما يتحاشى الزوج أو الزوجة قول الكثير من الأمور التي تثير الضيق، وبحجة أن العلاقة الزوجية التي تجمعهما أهم من هذه المشاعر، نترك الأحاسيس السلبية تتراكم وتقلق سلام هذه العلاقة من حيث اعتقدنا أننا نحافظ عليها. إذا وجدت نفسك تشكين لصديقتك أن زوجك لا يدعمك حين تنتقدك حماتك، فعليك أن تدقي ناقوس الخطر. في الحقيقة، إن هذا الكلام لا ينبغي أن يكون موجهاً لصديقتك بل لزوجك، وإلا ستكون النقطة التالية أن تشعري بالجفاء في السرير مثلاً أو تشعري بعدم الرغبة في الحديث إليه، أو تنتظري عليه غلطة لكي تنفجري وتؤنبيه بشكل كبير. الحل لنجاة الزواج، خاصة مع ارتفاع نسب الطلاق في مجتمعاتنا، هو أن يسأل كل شريك نفسه ما الذي يزعجني ويسبب تعاستي في هذه العلاقة؟ ومهما صغر الأمر لا بد ألا تتعاملي معه بوصفه تافهاً، خذي مشاعرك بجدية وصارحي زوجك بها. وأنت كذلك إذا كان يزعجك فيها نقها الصباحي اطلب منها أن توقفه حالاً فأنت لست رجلا تحب الحديث في الصباح. الفكرة من الزواج هي بناء هذا الجسر بين عقلين وعاطفتين، بناءه قطعة قطعة من خلال فهم الآخر ومعرفة مشاعره أولا بأول، قد يبدو هذا مرهقاً لكن من قال إن الزاوج علاقة سهلة؟ طبقي أنت وزوجك هذه القاعدة من المصارحة وسترين، بعد فترة سيفهم كل منكما على الآخر من إشارة ويتجاوب مع مشاعره من تلقاء نفسه، المهم أن نحافظ على المسافة بيننا قريبة ونظيفة خالية من الخفايا.