تعد شبه جزيرة سالنتو جنوب بوليا بإيطاليا من أجمل الأماكن التي تجتذب السياح مع قدوم فصل الخريف واعتدال الطقس. وتعتبر مدينة غاليبولي نقطة انطلاق مثالية لاكتشاف المعالم التاريخية للمنطقة فوق وتحت سطح الأرض.

ينزل السياح عبر درجات مزدة بإضاءات خفيفة من الزقاق إلى معصرة الزيت، التي توجد في عمق البلدة القديمة غاليبولي، حيث توجد في كهوف واسعة تصل مساحتها إلى 200 متر مربع. وبمجرد اعتياد العين على هذه الأجواء الغائمة، تظهر الرحى المرتكزة على عوارض يتم تحريكها بواسطة قوة الحمير.

وبدءاً من شهر تشرين أول/أكتوبر وحتى آذار/مارس يبقى العمال تحت الأرض. ويعتبر الماء هو الشيء الوحيد الذي يتوفر بالكهف، حيث ينبع من أحد العيون الطبيعية. وفي البداية تم البحث عن العين، ثم بعد ذلك تم بناء المعصرة. ويقوم المزارعون بإلقاء محصول الزيتون عبر أنفاق، ثم يتم تخزين الزيت المستخلص في صهاريج تحت الأرض، حيث يتم تعبئته وشحنه خلال فصل الربيع.

وعبر موانئ غاليبولي يتم تصدير زيت الزيتون إلى جميع أنحاء العالم وخاصة السويد وإنجلترا، حيث يتم استخدامه في معالجة الصوف وتجهيزه للصناعة، كما يتم الاعتماد على زيت الزيتون كمنتج طبيعي لإضاءة المصابيح، ويتم استخدام نسبة قليلة منه منتج غذائي.

ويعد زيت غاليبولي من المنتجات الفاخرة، وهو ما تسبب في ازدهار هذه المدينة الساحلية خلال القرنين السابع والثامن عشر. كما أن هذه الصناعة قد جعلت من مالكيها أثرياء قادرين على بناء القصور الفارهة بجدرانها السميكة على هذه الجزيرة الصخرية. ويمكن شراء أجود أنواع زيت الزيتون من مطعم الوجبات الفاخرة في الزقاق من استعماله مع أنواع السلطة والزيت البيبروني الحار والمعروف "بفياجرا سالنتو"، وفي البار المقابل يتم تقديم بعض المقبلات والميني بروشيتا وزيت الزيتون.