سيطرت حالة من المزاج السيء على عرض مصممة الأزياء البريطانية الشابة "آشلي ويليامز" Ashley Williams في افتتاحية خامس وآخر أيام أسبوع الموضة في لندن لموسمى الربيع والصيف لعام 2016. برعت "ويليامز" في تجسيد حالة السأم التي تغمرها، والأجواء المرعبة التي رسمتها بتفاصيل مدهشة، بداية من إقامة العرض في جراج للسيارات، ثم نقش عبارة Bad Mood على الملابس والإكسسوارات ووجوه العارضات. وقد رأينا تاج الرأس الذي تتساقط منه قطرات الدم الأحمر والأسود. ولا عجب فقد نفت عن فتاتها صفة الأميرة Anti-Princess ووصفتها بالملاك المريض، وجعلتها تمشي على التراب، وزينتها بكوليهات الثيران المتوحشة، وأطلقت عليها الذباب ليكسوها، حين جاء مطبوعاً في صورته الزاحفة على كافة الأزياء تقريباً، وكبلتها بشريط وردي يلتف حول جسمها في إشارة إلى أنها مقيدة ومعذبة. ورغم تلك اللوحة القاتمة، دعونا نستقي معالم جمالية أكسبت العرض نكهة مميزة، حيث تألقت العارضات بالمعاطف البلاستيكية فائقة اللمعان باللون الأحمر الساطع، والمجوهرات الأنيقة من تيجان للرأس، وأقراط كبيرة، وإكسسوارات لزينة الرأس. كم كانت أيضاً حقائب الدمى باللون الفوشيا جميلة وهي مزدانة بيد من حبات الكريستال البراق، حتى قبعات الرأس رصعتها الأحجار اللامعة. وأثبت الماكياج قدرته على التفاعل مع هذه الأجواء، إذ جاءت البشرة بيضاء شاحبة، تبرز فيها شفاه حزينة وإن اكتست بحمرة فاقعة، مع حواجب رفيعة مرسومة بالأسود في منتصف الجبهة تقريباً، بانحناء شرير يعزز من الروح العامة للعرض. حالة الملل والزهد دفعت "آشلي" إلى الاقتصار على الأسود والأبيض والأحمر والفوشيا، ولتمكنها من أدواتها نجحت في الآتيان بصورة صادقة من الواقع المرير.