القراء الأعزاء، من الأمثال الدارجة التي تعودنا سماعها والتي لها وزن بحياتنا وتتسم بالمصداقية والواقعية الشديدة : " الشيء الذي يزيد عن حده ينقلب لضده"  فمثلا لو زاد الملح بالطعام لما استطعنا أكله ولو قل أيضا ما استطعنا تذوق الطعام واستساغته، وكذلك الحب والدلع الزائد لشريك الحياة قد يقلب موازين التعامل بين الزوجين، بل قد يفقدها الاحترام وضياع الحقوق. هذا ماحدث مع الزوج صاحب القصة اليوم، الذي أحب ودلل بزيادة فائقة لأنه كان يريد من زوجته نفس التعامل والحب والرومانسية لكنه فوجيء بانقلاب حياته لجحيم. يقول الزوج: انا زوج أحب الرومانسية وأعشق الحب بين الطرفين وتزوجت وانا أتمنى ان تكون الحياة اجمل حياة بين زوجين متحابين لكني وبعد ان تعرفت علي زوجتي عن قرب احبتني وكرهت فرقتي. ولأني ابحث عن الحب والدلع والصداقة معها انقلبت الامور لضدي فأنا اعترف بأني اكثرت تدليعها وتدليلها وكانت كلما غضبت اعتذر لها حتى لو كانت  هي المخطأة، اصبحت ? تطلب مني شيئا الا وأجبتها وحققت لها ما تريد رغم أنها تسيء معاملة أهلي تماما ? تتعامل بتودد او احترام و?يمكن ان تعتذر مهما كان. يضيف: إن البيت والنظافه هما همها ا?ول فاهملتني عاطفيا وحتى جنسيا ولما طفح الكيل مني بدأت فعلا اكره الحياة واكره الدخول للبيت واتعمد الخروج والدنيا وأصبحت ابادلها العصبية وصارت أوقات غضبي أكثر من أوقات حبي و غي نفس الوقت لا اريد وان كان راودني ?ني احب ابنائي واخاف عليهم من التشتت. فكرت بالزواج بأخرى لكني خشيت المشاكل معها وأهلي يعتبروني زوجا ضعيف الشخصية لأنها لأني أزورهم دون أن تحضر معي والسبب الأول والأخير وراء ذلك هو أني  عودتها على الدلع. لكني اليوم أبحث عن حل. فأنا أريد زوجة غير متسلطة .. زوجة تحبني وأكون أول اهتماماتها أريد زوجة تعينني على ديني وبر أهلي خاصة أمي، نعم أنا أعرف أنها تحبني لكنه حب على طريقتها هي ولا تظهر ذلك في التعامل  بحجة انشغالها وخجلها وانها لم تتعود وتنسى وأنا حزين لأني أرى الكل بسعادة مع زوجته الا أنا.. فهل لمشكلتي من حل يا سيدي؟ الجواب: أيها الزوج الحنون إن الحب  نوعان: الحب الإيجابي وهو الذي يضيف للحياة الراحة والإستقرار والتوازن والذي يحفظ به دور كل طرف ويعطيه المكانة التي يستحقها ، هذا هو الحب المطلوب بكل بيت. أما النوع الثاني من الحب هو الحب السلبي الذي يقلب الأدوار ويهضم الحقوق ويمحو الاحترام فتصبح الزوجة الآمرة الناهية والزوج من يخاف غضبها ، حب يفقد الرجل بوجوده الزائد قوامته وهذا هو الحب لا نريده ليتحقق التوازن الذي جعله الله سنة على أرضه لتتوازن الحياة وتسير بشكلها الطبيعي السليم هذا. علمنا الحبيب ألا تكن ليناً فتعصر ولا قاسياً فتُكسر ، لا تكن عديم الشخصية وترضى بمن يسلبك قوامتك ويدوسك  وبنفس الوقت لا تكن جامداً عنيداً وحين تصطدم بما يخالفك تُكسر. اعرف  كيف تتعامل مع الامور بتوازن حتى في المشاعر فلا حب بتفريط ولا بعد بتفريط. وأخيرا صل رحمك واقنعها بزيارتهم وأعطها الحب لكن انتظر حتى تبادلك نفس الحب، وانظر وابحث عن شيء لديها فيه جانب حسن حتى تقنع نفسك بأنها تستحق الحب لكن دون افراط أوتفريط.