حمله شقيقاه حمدان ومكتوم، تقاسما حمل راشد على كتفيهما، ربما كانت روحه بينهما كأنها طير تنتقل من كتف أخ إلى كتف الأخ الآخر. سارا به إلى آخر مكان له على الأرض، في دبي التي ولد فيها ودفن فيها أمس وهو في أول العمر. الحزن ليس مكتوماً إنه واضح ومخيم على الوجوه. إنه طافح من العيون، وجاثم على الأنفاس. الفارس الوسيم ترجل، باكراً ترك خيله ومضى، قلبه الرقيق لم يحتمل كل هذه الحياة، فترك خيلة وليله وبيداءه ومضى. نوبة قلبية خطفت الشاب، جسده القوي كان يحمل قلباً رقيقاً. جاء خبر وفاته مسرعاً ومفزعاً، الإماراتيون كلهم في حداد، خطف الموت زينة الشباب، أخذه من بينهم وانتقاه جميلاً محبوباً من الجميع، يبكيه الجميع ومكانه سيظل خالياً. رثته الشاعرة الاماراتية خلود ابراهيم سعيد بكلمات  اجتاحت عالم التواصل الاجتماعي .. تقول: يقولون أنك مُتّ . . متى وُلدت . . ! متى عشت . . ! متى رويتنا من غدير عينيك . . ! متى رحلت . . ! يا قرة عين محمد . . يا فاجعة هند . . يا زهرةً ما استدلّت النحلات لرحيقك . . متى حبوت . . ! متى مشيت . . ! متى كبرت . . ! متى . . ! لا أذكر تاريخ مولدك . . بالأمس كان أم قبل ميلاد تاريخ وفاتك . . ذاك الذي دوّنته قبل ساعات . . حين أبلغوني أنك قد رحلت . . أبكيت أبيك . . أبكيت والدك . . أتدري من هو والدك . . رجلٌ تهزّها الأرض هزاً وطأة قدميه . . أبكيت محمداً يا إبن محمد . . أبكيت سيّدة النساء . . أبكيت أنجال الرجال . . أبكيت من أبكاهُم الفراق . . لوداع بانيها الديار . . ذاك الذي أطلِق عليك إسمه . . قبل أن ينام . . وينام بعده راشد . . واليوم يدفن تحت أرضه . . أوّل راشد من بعد راشد . . يا ويلها العنقاء . . يا ويلها صاحبة العزاء . . بالأمس وضعتك وليدها . . واليوم تُلبسها ثوب الحداد . . يا فاجعة دبي . . يا عيداً لم يعد عيداً سعيداً . . يا صبراً سندعوه لقلبها . . يا قوةً سندعوها له . . يا غافراً . . رُحماك له . . يا رحيماً . . رفقاً بهم . .