سُجل كأول إماراتي وشرق أوسطي يتم انتقاء تصميماته للعرض في متحف "فيكتوريا آند ألبرت" في لندن. إنه مصمم الأحذية "الكوتور" Couture العالمي سلطان الدرمكي، عن رحلته الشاقة بين الموهبة والإبداع، وحلم صندوق الموضة الذي يود يوماً أن يصير واقعاً. كان لنا حوار. كيف كانت الشرارة الأولى التي انطلق منها عشقك لفن التصميم؟ لطالما كنت مغرماً بالتصميم على وجه العموم في كافة صوره وأشكاله. الفن والموسيقى والموضة جميعها تستهويني وتفتنني كثيراً، بيد أن الموضة استقطبتني بكل الطرق الممكنة، فلم أكن أهتم فقط ما إذا كانت قطعة الملابس تبدو جميلة أم لا، ولكنني كنت أدقق ملياً في "تشريح" البنية التكوينية للقطع. قص الباترون والحياكة ثم تجميع الأجزاء لبناء الكل كلها تعد قصصاً صغيرة تتضافر معاً لإخراج القطعة إلى النور وتلك هي القصة الكبرى. والقصة الأكبر أنك قد قمت بإعادة ابتكار الموضة وهو ما يميز المصمم المحترف عن غيره من المصممين. ولماذا الأحذية تحديداً؟ الأحذية هي عشقي الأخص لسنوات طوال. فبينما يروي المصممون الآخرون قصتهم بإبداع أزياء، أروي أنا قصتي من خلال ابتكار أحذية أشبه بقطع فنية، فأنا بطبعي شخص خجول للغاية، ودائماً يصعب عليَّ رواية قصصي لفظياً وبصوت مسموع، لذا أقصها عبر أحذيتي التي تتيح لي فرصة أن أفتح نافذة لزبائني للإطلاع على أفكاري وخيالاتي، والبعض منهم قد يتعلق بها ويتفاعل معها عاطفياً والبعض الآخر لا. كيف كانت رحلة سلطان الدرمكي من مصمم أحذية إمارتي شاب إلى مبدع أحذية "كوتور"؟ شاقة، وصعبة للغاية، لكني تعلمت منها الكثير من الدروس، حيث لم تتح لي فرصة الحصول على درجة علمية في مجال الموضة، فكنت وقتها أعي تماماً أن فكرة العمل في مجال التصميم ليست مقبولة، فقط لأنه لم يكن الأمر مفهوماً تماماً. لذا كان لزاماً عليَّ أن أسلك الدرب الشاق، خاصة وأنه في ذلك الوقت لم يكن في دولة الإمارات أية كليات للموضة أو حتى معلمين. ولذلك، انتقلت للعيش في انجلترا منذ سنوات مضت وقضيت معظم أوقاتي في إيطاليا للعمل في مصنع للأحذية، ووقتها كان مُعلمي صاحب المصنع، فهذه كانت الطريقة الوحيدة كي أتعلم أسس وفنيات عملية صناعة الأحذية. وهي صناعة تتطلب فهم الأبعاد والقياسات وفنية تنفيذ زوج من الأحذية من الصفر، ما ساعدني كثيراً على فهم كيفية ابتكار كعب جديد وشكل جديد وأنماط جديدة، وجميعها عوامل في غاية الأهمية في مجال صناعة الأحذية. ويسعدني أن تصميماتي تحظى بإعجاب قاعدة عالمية عريضة. هل لك أن تحلل لنا كعب أحذية درمكي الذي يحاكي فنون الأوريغامي؟ وما هي الملامح المميزة لمجموعة درمكي لخريف وشتاء 2015-2016؟ عندما بدأت العمل على فكرة كعب أحذية درمكي المستوحى من فنون الأوريغامي والمصنوع من الصلب، كنت أود الابتعاد التام عن أي نمط يتم وصفه على أساس النوع أي للذكور أو الإناث. لم أرغب أبداً في انتهاج طريقة تتعلق بنوع معين ويتم تصنيفها بأنها خاصة بالذكور أو بالإناث، حيث أردت أن يمثل الكعب المميز الخاص بي كلاً من المرأة والرجل المعاصرين، أي يتمتع بالقوة والاستقلالية. وتلك صورة المرأة والرجل اللذين يتمتعان بالثقة بعيداً عن أي حاجة للاحساس بالانتماء إلى أي جماعة بعينها. كان مهماً جداً بالنسبة لي أن اقتنص هذه الخصائص المميزة لزبائن درمكي والتي تبدو تماماً مجسدة في البناء الهندسي والتكويني للكعب، فالمنحنى الواقع أعلى الكعب الذي يحتضن القدم يمثل الاستقلالية، وبعبارة أخرى المرأة والرجل اللذين ينعمان بالثقة والاستقرار ولهما جذور ثابتة، واللذين يمتلكان العزم والتصميم وقوة الإرادة والطموح ويعرفان جيداً حاجتهما في هذه الحياة. أما واجهة الكعب ذات الأسطح المكسورة فتجسد قوة الشخصية. ويمثل الكعب روح علامة درمكي التجارية أو البصمة المميزة لها. وبينما يعد فريداً من نوعه من منظور التصميم، فإن جودة الجزء العلوي من الحذاء لم يتم أبداً التضحية بها، بل وعلى العكس فجميع الأحذية مصنوعة يدوياً ومن أفخر أنواع الجلود الإيطالية.