ليس شيء أصعب على النفس من قسوة أقرب الناس إليك، فمن الجائز لو قسا عليك بعيد أو غريب ربما لا تكترث ولا تتأثر كثيرا لكن لو صدرت الغلظة والظلم والقسوة من شريك الحياة هنا يكون الألم أشد والطعنة أنفذ والجرح أعمق. وتخيل حين تصبر زوجة 12 سنة على زوج فقير الحال وتسانده بكل طاقتها ودعمها فلما جرى المال في يده ورزق منها بالبنت والولد كانت هديتها يوم انجاب مولدها الثالث هو طلاقها نعم طلاقها ومتى؟ قبل دخولها غرفة العمليات بثلاثة أيام ... هل تتخيلون معي مدى القسوة بقلب هذا الزوج وأي اهدار للمشاعر .. لم يخش أن تموت في تلك العملية نتيجة الدمار النفسي لتطليقه لها بتلك الساعات الحرجة .. تقول الزوجة: دخلت غرفة العمليات وصوته بالتليفون يرن باذني وهو يقول لي : أنت طالق .. سألتها: وما حجته في طلاقك؟ قالت: لأنني طلبت منه أن يحضر بالمستشفى فقال: هذا يوم زوجتي الثانية وليس من حقك أحضر عندك ..قالت له: لكن هذا ظرف طاريء وأهلي ليسوا معي لأنهم ذهبوا لموسم الحج فرد الزوج: دبري حالك فقلت له: هذا ظلم لأنك بالعام الماضي كانت ليلتي وذهبت لزوجتك بالمستشفى بل ولم نرك لمدة أسبوع فكان رده على الزوجة: ما دام أنا ظالم فظلم بظلم وأنت طالق. قلت للزوجة: وهل هذا سبب يؤدي للطلاق؟ قالت: هو من يوم زواجه بالزوجة الثانية لصغر سنها وحبه لها ظلمني وقصر بحقي وبدل أن يساندني في جراحي وولادتي زادني ألما وحسرة، ممن أثر على ارضاعي للطفل الذي ظل 20 يوما بلا رضاعة طبيعية لأن ضرعي قد جف بسبب الحالة النفسية وبكائي الدائم..وسؤالي هل لي من رجعة يا سيدي من هذا الطلاق وهو أول طلاق بيننا؟ الجواب: مع الأسف لقد انتهت العدة من هذا الطلاق بوضع الحمل وهي أقصر عدة مرت بها زوجة لأن الزوج لو طلق زوجته وهي حامل حتى لو قبل الوضع بيوم أو بشهر أو بساعة فإن عدتها تنتهي عندما تضع حملها. وهذا كله حدث معك حيث أنه طلقك قبل الوضع بثلاث أيام فلذا قد انتهت العدة عندما وضعت مولودك وصرت بائنا منه بينونة صغرى لا يحل له مراجعتك إلا بعقد ومهر جديدين وبشروطهما الشرعية. أما عن قسوته فقد تعدت كل الحدود ولم يراع ضعفها ووهنها ودخولها على عملية قد تفقد فيها حياتها لكن لا حياة لمن تنادي. لاأدري كيف أغمض عينه ونام تلك الليلة ليلة ولادتهاوهي نفسها ليلة طلاقها، تقول الزوجة: لقد تمادي في قسوته حتى أنه لم ير المولود من شهرين . قلت لها:الرحمة فطرة لا تباع ولا تشترى . اعتن بصحتك وأبنائك ..وسنحاول إحضاره لإقناعه بتغيير معاملته وأن يعقد عليك من جديد ويعاهد ربه أن يتق الله فيك.