هل تذكرون ذلك المقطع من مسرحية "شاهد مشافش حاجة" حين يظهر الأسد في حديقة الحيوانات لعادل إمام وهو ذاهب ليطعم الأرانب فيقول: "أنا بخاف من الكلب، يطلع لي أسد!".

إذا كنت تخاف أو تخافين من الكلاب أو حتى القطط فلا يمكنك زيارة زيمبابوي الملئية بالحيوانات، وتشتهر بملك الغابة، حيث يمكن للسياح في محمية مانا بولز الطبيعية مقابلة الأسود وجهاً لوجه، بالإضافة إلى مشاهدة الفيلة والقرود والحمار الوحشي عن كثب.

وتقع المحمية الطبيعية مانا بولز على نهر زامبيزي، الذي يعتبر رابع أكبر أنهار القارة الإفريقية، ويوجد أربعة روافد لهذا النهر، الذي تنتشر فيه حيوانات أفراس النهر بكثرة. ولا يخلو المشهد الطبيعي في هذه المحمية من ظهور العديد من الطيور بألوانها البديعة، وبطبيعة الحال تعتبر الأسود أحد المعالم الرئيسية في هذه الأدغال الإفريقية، ويسعى السياح إلى اقتفاء أثارها للتعرف على حياتها البرية عن قرب. ويأتي السياح إلى زيمبابوي للاستمتاع بالحياة البرية، إلا أن الحيوانات نفسها تقاتل من أجل البقاء على قيد الحياة؛ حيث تحولت زيمبابوي إلى مركز للتجارة غير المشروعة في العاج؛ حيث يتم استعماله في الأغراض العلاجية في الصين، ويصل سعر كيلو العاج إلى حوالي ألفين يورو. الأسود والفيلة مهددة أصبحت الأسود والفيلة في المحمية الطبيعية مُعرضة للخطر"، وقد تم تثبيت سوار الرقبة، الذي يبلغ طوله واحد متر ومثبت به جهاز لتحديد الموقع. وتهدف هذه التقنية إلى ردع الصيادين عن القيام بذبح الحيوانات بشكل وحشي. وتتصارع الأسود مع الإنسان من أجل السيطرة على الأرض، ووفقاً لتقديرات الصندوق العالمي للطبيعة فإن هذه الأسود أصبحت مهددة بالانقراض منذ 2013؛ حيث انخفضت أعدادها بنسبة 20% في إفريقيا خلال العشرين سنة الماضية. وقد تقلصت المنطقة، التي تنتشر بها بمقدار الخمس، وهو ما يؤدي إلى عواقب وخيمة على الأنظمة البيئية وتغير المناخ. ولذلك فقد طالب العلماء من جميع أنحاء العالم منذ فترة طويلة بضرورة تدشين مبادرة عالمية للحماية الحيوانات والحفاظ على الطبيعة.

التنزه بدون مرشد ومن ضمن المزايا الأخرى في زيمبابوي إمكانية التنزه سيراً على الأقدام في الأدغال دون اصطحاب مرشد سياحي، في حين أن هذا الأمر غير مسموح به في محمية كروغر الطبيعية في جنوب إفريقيا المجاورة.

ويتمكن السياح خلف الشجيرات المنتشرة على مدى البصر على النهر الجاف من الاستمتاع بإطلالة واضحة على قطيع من الأسود، الذي يظهر فجأة على مسافة مائة ياردة، وعلى الجانب الآخر من النهر ظهر أسد بمظهر متكاسل، ولكنه يتمتع بعينين رائعتين باللون الذهبي والبني.