أكّدت أمهات شهدائنا الأبرار على فخرهن واعتزازهن بتضحية أبنائهن في سبيل الوطن والذود عن أمن المنطقة واستقرار الأمة، رغم ألم الفراق وحزن الفقد. هذا ما أشارت إليه زوجة الشهيد أحمد غلام عبد الكريم التي قالت إنّها ستعلّم أبناءها حمل السلاح، ليسيروا على نهج والدهم الشهيد، الذي دافع عن الحق ونصرة الأمة العربية. أما والدة الشهيد أحمد غلام عبد الكريم، فلم تكن في مزاج يسمح لها بالكلام وفق ما جاء في صحيفة "البيان"، فالأم مفجوعة بوفاة ابنها الذي ترك خلفه زوجة مكلومة وأربعة أطفال أكبرهم في الـ 11 وأصغرهم طفلة أكملت عامها الأول. كانت الأم تنظر حولها كثيراً كأنها تبحث بين جموع المعزين عن شخص بعينه، وقالت: "أحمد يمتلك طيبة كبيرة، ويصعب على أي شخص عرفه أن ينساه". وتساءلت: "هل من الممكن أن ننسى الخيرين من البشر وأحمد كان واحداً منهم؟". وطوال وقت العزاء، لم تفلت الأم من يدها صورة البطل الشهيد، وهي تردد أنّها إرادة الله وأحمد اختاره ربه ليكون بطلاً شهيداً حيّاً عند ربه. وتابعت: "تحدث معي ابني وابنتي، وشعرت أنّ هناك شيئاً ما، لم أدر وقتها ماذا أفعل، فالصدمة عقدت لساني وبقيت أردد الحمد لله ولا اله الا الله". ولفتت إلى أنّ القلب يحزن لفقدان الغالي، لكن "ما أحلاها من شهادة"، فهي أصبحت مطمئنة إلى أنّه في مكان أجمل بكثير من الدنيـا. عبير عيد الرضا زوجة الشهيد البطل، وقفت تهلل وتقول: "أنا زوجة البطل، أنا زوجة الشهيد، ستبقى هامتي مرفوعة، لقد اعزنا في حياته وفي مماته"، مشيرة إلى أنّ سفر زوجها إلى اليمن ووداعه لهم كان مشحوناً بالدموع، وعرفت وقتها أنّ أحمد لن يعود". وأضافت: "لكن دموعي غلبتني عندما جاءت ابنتي الصغيرة تسألني متى سنذهب لنرى أبي في الجنة؟".