في محاولة جديدة لكشف تداعيات الطلاق، أشار موقع Psychology Today نقلاً عن دراساتٍ عديدة إلى أنّ الانفصال يؤثّر سلباً على الرجال أكثر منه على النساء. وبينما يعتقد كثيرون أنّ الزواج يؤدي إلى السعادة والصحة، أقرت الدراسات الحديثة أنّ العكس هو الصحيح لأن الصورة النمطية تُظهر الرجل وهو يعاني الملل من قيود الزواج والعائلة، ما يدفعه إلى هجر شريكته أكانت خطيبته أو زوجته وربما عروسه، فيوهم الجميع أنه يتمتع بالعزوبية والاستقلالية الكاملة، فيما تكون المرأة مستاءة جدّاً ولا تقدر على المضيّ قُدُماً في حياتها. وأكدت الدراسة أن الرجال يريدون أيضاً علاقةً رومانسية والإرتباط كالمرأة، إذ يرتبط الزواج بالسعادة لدى الجنسين وبالرفاهية المالية والصحة السليمة. ولكن معدّل السعادة في الزواج يكون أعلى عند الرجال مقارنةً بالنساء، وتأثير الزواج في الوقاية الصحية أكبر عندهم أيضاً. وبالتالي يكون الرجل أسعد من المرأة في الزواج، وتكون خسارته في ما يتعلّق بالصحة والسعادة، أكبر من خسارتها في حال الطلاق أو الانفصال. ويرتبط الطلاق كما بيّنت الدراسات بصحة الرجل الجسدية والنفسية، إذ تبيّن أنّ الرجال أكثر عُرضة من النساء للانتحار بعد الانفصال. خلافاً لذلك، تتمتع النساء بفوائد صحية عند نهاية العلاقة. على سبيل المثال لا الحصر، عندما طُلِبَ في إحدى الدراسات التي استند إليها الموقع من أشخاص مرتبطين، نساءً ورجالاً، أن يناموا بعيداً عن بعض (ليس في مكان واحد) تحسّنت نوعية النوم عند النساء بينما عانى الرجال من صعوبة النوم. ولكن لماذا هذا الأثر السلبي على الرجل أكثر من المرأة؟ يشرح Psychology Today أنّ معاناة الرجال بعد الانفصال تتسم بصعوبتها بسبب التغيير في نمط الحياة، إذ يلجأ كثيرون إلى إتباع عادات صحية سيئة كالتدخين في وقت يغيب فيه تشجيع الزوجة ودعمها لشريكها، فيعود الأخير بسرعة إلى ممارسة عاداتٍ قديمة غير صحية. ليس هذا فقط، فالرجال بطبيعتهم يكونون أكثر اعتماداً على شريكاتهم عاطفياً ولا مصادر بديلة لهم لهذا الدعم، وهو ما أثبته استفتاء لمنظّمة المسح الاجتماعي في المملكة المتحدة لعام 2014. هنا، سُئل المشاركون عمن يستعينون في حال عانوا من الاكتئاب، فاختار 71% من الرجال زوجاتهم، فيما لم تختر النساء أزواجهنّ إلا بنسبة 39%. وتحافظ النساء المتزوّجات على شبكة متنوعة من الدعم العاطفي أكثر من الرجال المتزوجين، وهذا الدعم غير الزوجي مهمٌّ خلال الانفصال. في الختام، النتائج أعلاه لا تعني أنّه لا عائلة أو أصدقاء للرجل، لكن بعض الباحثين اعتبروا أنّ الرجال ميّالون وِفق كيمياء الأعصاب لديهم إلى اعتبار الانفصال معاناةً صعبة جداً.