«كان وجهه مبتسماً ورائحته تفوح بالمسك عندما ألقيت عليه نظرة الوداع»، بهذه العبارات بدأت ام الشهيد وليد الياسي حديثها ، والدموع تسبق عباراتها «ليتني أطلت الحديث معه على الهاتف، فقد اتصل يطمئن على صحتي قبل يومين من استشهاده، وأخبرني انه أصلح بعض الأعطال في سيارة اشتراها لتوصيل ابنته إلى الروضة». وفي حوار لها مع جريدة البيان قالت والدة الشهيد": وليد هو ابني البكر، اجتماعي بطبعه، يجمع كل أفراد العائلة معا ويعتبر أن صلة الرحم مهمة للغاية وينبغي دائما أن تكون قوية، كما كان شجاعاً لا يخشى شيئا ويتمنى نيل الشهادة، وكنت بالنسبة له البوصلة، فلا يمكن ان يذهب إلى اي مكان دون ان يأتي إلي ويطمئن على صحتي وأحوالي، ويشاركني حلمه في بيت كبير نجتمع فيه سويا". وروت شقيقة الشهيد نجود الياسي  تفاصيل آخر مكالمة هاتفية مع اخيها رحمه الله، قائلة: هاتفني قبل وفاته بيومين وكان حديثه كالعادة طبيعياً لا غرابة فيه، اطمأن على أحوالنا، لكنه في نهاية الإتصال أوصاني خيرا بأمي وبقت محور حديثه حتى أغلق السماعة، وأضافت: لدى أخي طفلان والثالث في رحم أمه لن يرى والده، لكنه بلا شك سيسمع ويقرأ عنه، لأن الأبطال وحدهم من يخلدون في ذاكرة التاريخ. زوجة والد الشهيد بكته كما تبكي أمه، وقالت إنه طيب قوي العزيمة وجريء، وقبل أن يذهب إلى مهمته الأخيرة في اليمن كنّا جميعا معا ولم يخبرنا.. كان التحاقه من أجل الوطن ورفعة شأنه، وتحقق له ما يريد فسطر اسمه بأحرف من نور.