في الصيف الماضي حطت طائرة الخطوط الملكية المغربية في مالابو بدولة غينيا قادمة من الدار البيضاء، وكان على متنها راكب يدعى ألبيرت بوديل وقد أتم عمره 50 عاماً. في تلك اللحظة كان بوديل قد أتم فعلاً زياة كل بلد موجود على خريطة الكرة الأرضية، أي 196 دولة منها 193 عضواً في الأمم المتحدة إضافة إلى تايوان والفاتيكان وكوسوفو. يعترف بوديل أنه لم يزر جزيرة واحدة من جزر الفلبين التي تتجاوز السبعة آلاف جزيرة وعدة جزر في أندونيسيا التي تضم 17 ألف منها. لخمسة عقود من عمره ومنذ أن كان فتياً وهو يسافر، إما بالسيارة أو الحافلة أو القطار أو الباخرة. وفي مرة من المرات اجتاز بورما بالزلاجة وقطع جمايكا بالدراجة الهوائية. ولدى بوديل تجارب سيئة في بعض الدول يروي منها تجربته في الحصول على فيزا في كيريباتي دولة فقيرة جدا وصغيرة جداً وليس لديها سوى ثمانية سفارات في العالم كله، وليس من ضمنها أميركا، لذلك اضطر المواطن الأميركي بوديل إلى السفر إلى هونولولو لتقديم طلب فيزا هناك. وكذلك لم يتمكن من الحصول على فيزا لدخول السعودية، رغم أنه قدّم أكثر من مرة، لكنها كانت ترفض دائماً. وقد تمكن من الدخول فقط بعد أن حصل على فيزا كواحد من بعثة دراسة صغيرة تزور البلاد. تشاد تشترط رسالة من فندق داخل البلاد توفر له دعوة لزيارتها وتوضح سبب الزيارة. ولكي تحصل على هذه الدعوة هناك ثلاثة فنادق تمنحها فقط، ولكي يعطيك الفندق الدعوة عليك أن تدفع مسبقاً حجزا بقيمة 300 دولار لليلة بعدد الليالي التي ستمكث فيها. وما أن وصل بوديل المطار، يقول إن الشرطي قال له وهو يحك أصابع: "نقود، نقود، نقود" أي أنه طلب رشوة لكي يختم له على الباسبور. رفض بوديل الدفع وطلب وصلا أو قانونا يوضح أن عليه أن يدفع، فضحك الضابط ورفاقه وفي نهاية الأمر دفع لكي يدخل. لسبعة أعوام وهو يحاول الحصول على فيزا لدخول دولة نوروو، وفيزتها صعبة لأنها معبر الكثير من المهاجرين إلى أستراليا. روسيا أيضاً تضع عراقيل كثيرة أمام أي أميركي يرغب بزيارة البلاد. وكان مضطراً لملء استمارة تتكون من 41 سؤالاً تفصيلياً، ولكنه حصل على الفيزا في الأخير. عاني بوديل كذلك في الحصول على فيزا إلى الصومال. يقول بوديل يمكن للسائح أن تؤجر ستة أشخاص لحمياتك في الصومال فالبلد مشتعلة دائما ومليئة بالمفاجآت والخاطفين واللصوص، الستة مدججين بالسلاح وقناصة محترفين كلفتهم 1350 دولاراً في اليوم. أما زيارة السودان فقد انتظر ثلاثة أعوام ليحصل على الفيزا. وأنغولا كانت من أصعب البلاد التي زارها طيلة حياته فقد مرت البلاد في حرب أهلية طويلة وكان وجود السياح فيها غير شائع وليس مرغوباً. .