حُبّ حمدة جمعة بوجمهور القبيسي (مساعد طيار - ضابط أول)، للتحدّي والتميُّز كان الدافع الأساسي لدخولها عالم الطيران وبداياتها فيه، مقتدية في ذلك بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. هي أصغر أخواتها الثلاث، واجهت صعوبة في تقَبُّل أسرتها لاختيارها، لما في المهنة من متاعب ومخاطر. تقول: «على الرغم من أن البداية كانت مليئة بالتحديات والصعوبات، لكنني في نهاية المطاف حصلت على دعم أسرتي، وهم فخورون جداً بما وصلت إليه اليوم» . إصرار حمدة على خوض مجال الطيران- الذي لا يزال نسبياً حكراً على الرجال- جعلها في حالة تَحدٍّ دائم ودفعها إلى مضاعفة جهودها والاجتهاد في الدراسة والتدريب، حتى أثبتت جدارتها وكفاءتها. وتتذكر القبيسي أول رحلة قامت بها إلى الكويت «وقد غَمَرني خلالها شعور بالفرح والاعتزاز بذاتي، لأني جنيتُ ثمار جهودي ونجحت في تحقيق حلمي». تقبّل المجتمع الإماراتي بكثير من الاحترام والتقدير لعمل المرأة في مجال الطيران، وثقته بقُدراتها ساعدت جمعة في تأدية مهامها بنجاح، فهو، كما تصفه، «مجتمع مثقف ومنفتح، بفضل جُهود قيادتنا الرشيدة، التي تحرص دوماً على تقديم أعلى درجات الدعم والتشجيع للمرأة في جميع مجالات العمل، بما في ذلك المراكز القيادية وصولاً إلى قمرة قيادة الطائرة». وعن مدى ثقة الرجل بإمكانات المرأة في مجال الطيران، وكيفية تعامُله مع فكرة أن الكابتن الذي يقود الطائرة امرأة، تقول: «على صعيد الكفاءة، لا فرق بين الرجل والمرأة، فالكفاءات متساوية والثقة أساسها التدريب الجاد والمكثّف. ولحسن الحظ، أن هذا ليس رأيي وحدي بل رأي المسافرين الذين أقابلهم أثناء عملي من مختلف الجنسيات، فهم يؤكدون ثقتهم بأداء وإمكانات المرأة في هذا المجال، بل يقدّمون لها الدعم والتشجيع». أما في ما يتعلق بالمواقف الصعبة التي مرّت بها، فتروي القبيسي العديد من هذه المواقف، تقول: «مررتُ بحالات من التوتر والقلق، وواجهتُ ضغوطاً نفسية، ولكن هذه هي طبيعة عملي، ولا أعتبرها مؤثرة أو حرجة، لأننا كطيارين مُدرّبون بشكل مكثّف على تخطّي مثل هذه العقبات التي قد نواجهها أثناء تأدية عملنا». وتختم «كوني ابنة دولة الإمارات، فهذا بحَدّ ذاته مصدر فخر عظيم لي، وكلّي فخر واعتزاز لقيامي بهذا العمل الذي أسهم من خلاله في تمثيل الناقل الرسمي لدولتي الحبيبة».