منذ خمس سنوات، بات مقتل السوريين خبراً يومياً واعتيادياً، عدا النزوح والتهجير والتشرد. لكنّ حادث غرق أحد الأطفال في البحر الأبيض المتوسط قضّ مضاجع الفنانين فخرجوا عن صمتهم وأدانوا إشراك الأطفال في حرب الكبار. إيلان الكردي الطفل الذي غرق مع عائلته في طريق لجوئه من تركيا إلى اليونان كان حديث مواقع التواصل الاجتماعي ومعظم الصحف العربية والعالمية، وما هو إلا واحد من آلاف الأطفال السوريين الذين دفعوا ثمن الحرب. البداية من الفنانين السوريين الذي نشروا صورة الطفل وعبّروا عن حزنهم، فكتب تيم حسن: "يا رب لطفك بسوريا، أهلها وأطفالها ونسائها، شيوخها وشبابها. دعاؤكم للمساكين المشردين والغارقين والجرحى والشهداء". وكتبت نسرين طافش: "إنه إيلان الكردي، الطفل السوري الذي عثر على جثته على أحد الشواطئ التركية، لن أنشر صورة جسده الصغير الطاهر على الشاطئ الغريب، سأكتفي بهذه الضحكة التي تملأ الجنة الآن سلاماً ونوراً. ادع لنا يا ملاك كي نجد حلاً، ادع لنا يا ملاك لتشفى قلوبنا من الحزن، وتعرف أرواحنا الطمأنينة، ادع لأصدقائك الأطفال الأحياء ألا يواجهوا الرعب الذي عشته قبل أن تذهب إلى الجنة. ادع لنا يا ملاك، فما زلت أؤمن بسذاجة الأطفال أنّ الخير والإنسانية والسلام ستسود العالم يوماً ما، ادع لنا يا ملاك". بدورها، فإن سوزان نجم الدين نشرت صوراً عدة لأطفال سوريين وقالت: "متى تنتهي صفقاتكم على حساب دم أطفالنا؟ سرقتم حياتنا، فرحتنا، أماننا، وطننا، مستقبلنا، سرقتم ضحكات أطفالنا، ألم تشبعوا بعد؟ إلى متى، إلى متى إلى متى؟ صمت الكلام وعجز اللسان عن وصف الحال". وبالنسبة إلى رويدا عطية، فقد نشرت قائلة: "عذراً غفوت وأيقظني صوت طفل ينتحب، يناديني مدّي يديك وأنقذيني، وعجزت عن مدي يد وكأنما الشلل أصاب قدمي، ورأيت ملك الموت يبكي ويحمله، فركضت أقبل أقدامه وأعتذر، عذراً يا طفلاً لم أنجبه، ولكنه خلق حتى في أرحام العقم، نم قرير العين فالجنة تهديك وطناً آخر يحكمه رب العرش". وبالانتقال إلى الفنانين العرب، تساءل صابر الرباعي بعدما نشر صورة الطفل الغريق: "ما هو المستقبل الذي سوف تعيش فيه إن بقيت في هذه الدنيا؟ نم يا صغيري فانت لك الجنة والفردوس الأعلى ولا حول ولا قوة إلا بالله". أما راغب علامة، فقال: "صورة هذا الطفل الغارق في المياه التركية هرباً من حرب الكون في سوريا، ألم يشبع المجرمون من دماء الأبرياء؟ سترك يا رب، حتى البحر خجل من أن يبتلعه، ولم يخجل حكام العالم من وضع حد لهذه المأساة المخطط لها في غرف المخابرات في عواصم القرار". وأخيراً، نشر أحمد السقا فكتب: "صورة تهتز لها القلوب، صوره تغلق بها كل مطامع الدنيا، طفل سوري غريق على الشواطئ في محاولة للهروب مع أسرته، هنا يموت الكلام ويقف اللسان". المزيد: نجوم سوريا يرثون نور الشريف