أصيبت مهرة الظاهري بالعمى في عمر الخمس سنوات، لكنّها لم تسمح لإعاقتها بالوقوف في وجه طموحاتها وأحلامها. على العكس، جاهدت من أجل تحقيق ذاتها بالرغم من عدم توافر الإمكانيات وقتها. في حوار نشرته جريدة "ذي ناتشونال"، قالت مهرة: "في عمر التسع سنوات، كنت ألاحظ أنّ الأطفال في سني يذهبون إلى المدرسة. سألت والدي عن السبب الذي يمنعني من الالتحاق بالدراسة مثلهم. لم أكن أعي وقتها أنّ عدم قدرتي على الرؤية هي السبب، فالمدارس في ذلك الوقت لم تكن تتقبل فكرة وجود طالب لا يبصر في الصف". بعدما قدّمت طلبات عدة إلى وزارة التربية والتعليم لتوفير مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة في العين، تحقّق ذلك عام 1992. تقول: "أشعر بالسعادة لأنني كنت السبب في افتتاح أول مركز تعليمي من نوعه في مدينة العين التي أنحدر منها، وبأنني أسهمتُ في تحقيق أحلام العديد من الأطفال مثلي". بعد تخرّجها في "جامعة الإمارات" بتخصص العلاقات العامة، كانت مهمة البحث عن عمل صعبة جداً. الا أنّ مهرة استطاعت أن تكون مسؤولة في العلاقات العامة في جهاز الرقابة الغذائية في أبوظبي. استطاعت أن تتجاوز بجدارة فترة التدريب التي استمرت أربعة أشهر. تقول: "لقد كنت أعمل على برامج صوتية على الكمبيوتر، تسهّل مهمتي وعملي. كما كنتُ أستخدم برنامج "برايل" للمكفوفين في القراءة والكتابة. قراري بالمضي قدماً اتخذته من أجل إخبار من هم مثلي بأنّنا حالة خاصة وهبة من الله، وعلى العالم الخارجي تغيير نظرته تجاهنا". تعيش الظاهري في أبوظبي مع والدتها. كانت العقبة التي تقف أمامها هي كيفية الحصول على وظيفة في الحكومة. كانت تتساءل عما إذا كانوا سيثقون بها لأنّها كفيفة. لكنّها استطاعت الحصول على وظيفة مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة. تقول: ""هنامك" برنامج صوتي على الكمبيوتر يساعدني في انجاز مهامي. كما استخدم برنامج "برايل" في الكتابة والقراءة في العمل". تتركز مهمة مهرة على التعامل مع الأحداث والاجتماعات والمؤتمرات ووسائل الإعلام. وإلى جانب عملها، تدرس مهرة الماجستير في ادارة الاعمال، وتعزو كل ذلك إلى الدعم الكبير الذي تلقّته من أسرتها، لافتة إلا أنّها أصبحت معلم "برايل" معتمداً من قبل الأمم المتحدة في عام 2000. كما حصلت العام الماضي على "جائزة أبوظبي للأداء الحكومي المتميز"، وأعدّت أيضاً نسخ "باريل" للقرآن الكريم. نصيحة تودّ مهرة إسداءها للمكفوفين هو عدم اليأس وعدم التقاعس عن تحقيق أحلامهم، فعجزهم عن الرؤية ليس حاجزاً للوقوف عنده بل جسراً لإبهار العالم بقدراتهم.