"للموسيقى سحر، تهدىء من روع الوحش البربري المفترس وتذيب الصخر، وتجعل أشجار البلوط الصلبة تنحني" هكذا وصف الكاتب المسرحي وليام كنغرف سحر الموسيقى. وهذا بالضبط المبدأ الذي تؤمن به المايسترو إيمان الهاشمي أول ملحّنة أوركسترا إماراتية. تتميز الهاشمي بقدرتها على دمج الآلات الغربية والعربية مع البيانو بمقطوعات من تأليفها بشكل كامل، معتمدةً فقط على إحساسها وأذنها الموسيقية. تقول الهاشمي: "لست محترفة في قراءة النوتة الموسيقية، بل أعرف أساسياتها فقط. لقد جاهدت في التعلم. قرأت كتباً كثيرة عن الموسيقى، وساعدني ولعي بالقراءة في ذلك. كما كان اليوتيوب معلّمي الأول في ذلك. وبفضل قدرتي على مراقبة الأصابع والحركات وأذني الموسيقية، استطعت عزف سمفونيات عالمية لبيتهوفن وموزار وغيرهما، معتمدةً فقط على إحساسي ومراقبتي لحركة يد العازفين ومحاولتي تقليدهم". وعن المرة الأولى التي عزفت فيها أمام جمهور، تقول: "لقد آمن بقدراتي الموسيقار نصير شمة، وساعدني في العزف أمام الجمهور للمرة الأولى برفقة فرقة موسيقية تركية أبدى أعضاؤها إعجابهم بسرعتي في العزف واحساسي العميق بكل نغمة موسيقية. وازداد انبهارهم بي حين سألوني عن المكان الذي تعلّمتُ فيه كل ذلك، فأجبتهم ببساطة: من القراءة". يشار إلى أنّ الهاشمي في صدد طرح ألبوم موسيقي في نهاية العام الحالي. توجّه الهاشمي نصيحة للإماراتيات اللواتي يملكن موهبة العزف الموسيقي ويطمحن إلى الاحترافية، قائلةً: "أريد أن أخبرهنّ بأن لا يستسلمن أبداً. الاحترافية في العزف لا تحتاج إلى دراسة ومعاهد كما يعتقدن، فها أنا قد أصبحت على ما أنا عليه بفضل إرادتي. في البداية، كنت أعزف بمشاعري من دون دراية بأبجديات العزف، لكن القراءة ساعدتني في صقل موهبتي. بالإرادة والعزيمة سيصلن إلى ما يردنه". من خلال تمسّكها بالعباءة والشيلة وظهورها في زيها الإماراتي في كل مكان، تقول الهاشمي: "أريد أن أوصل رسالة إلى العالم مفادها أنّنا شعب أصيل متمسك بالعادات والتقاليد والقيم والأعراف، وبأنّنا نملك من الحضارة والتاريخ ما تفخر به الأمم. وبالرغم من كوننا مجتمعاً محافظاً، إلا أنّنا نفخر ونعتز بتراثنا. ونحن ذواقون لمختلف أشكال الفنون وبارعون فيها. وأخصّ بالذكر الموسيقى، فهي لغة عالمية لا دخل للبس والشكل فيها بل هي مشاعر انسانية تترجم".