لا شك بأن الفن رسالة سامية، وهو إنعكاس للمجتمع والإنسان، فمن خلاله يعالج الفنان قضايا جمالية أو وطنية ليعبر بها عن أفكاره بطريقة إبداعية. وحيث أن الفن متاح للجميع، يستطيع أي إنسان ممارسته كهواية قد تتطور إلى حرفة، فإن الدافع النفسي والإبداعي هو المحفز الأكبر للإستمرار في هذا المجال، وحينها تتحول التجربة إلى واقع منظور ينصب عمله الفني، وهذا ما دفع الفنانة الإماراتية الهاوية للفن أم خليفة الرميثي إلى خوض تجارب عديدة من الرسم قدمتها على هيئة مجموعة من عشرين لوحة عُرضت مؤخراً في مول الخالدية في مدينة أبوظبي. وتؤكد أم خليفة في حوار لها مع "أنا زهرة" على أن الهواية هي التي أتت بها إلى عالم الرسم منذ الصغر، إلا أن الإنشغال بالزواج والأولاد أبعدها عن ممارستها لسنوات طويلة، حتى أستعادت هذه الرغبة عام 2008، عندما بدأت محاولاتها بطريقة محدودة، وعلى حياء، إلى أن شجعها زوجها وأولادها، الذين باتوا يخبرونها بأن لوحاتها جميلة، برأيهم وبرأي من يراها من الأهل والأصدقاء. وترجع أم خليفة الفضل بتقديم هذا المعرض، الذي هو باكورة أعمالها، وهو يجمع مزيج من أساليب الرسم، بين الواقعي والتعبيري والتكعيبي والتجريدي، إلى توفيق الرحمن، ومن بعده زوجها الذي يحثها بإستمرار على مواصلة الرسم، كما يعمل على حفظ الفيديوهات التعليمية للرسم من على اليوتيوب، وخاصة لفنانها المفضل بوب روس، وهي المواد التدريبية الأساسية التي كانت المعلم الأول لها لممارسة هوايتها. وتقول بأنها متى ما سنحت لها الفرصة، ذهبت لمزاولة الرسم في مرسمها، من بعد أن تتم واجباتها المنزلية بالعناية بالبيت والأطفال. تعاونت الفنانة أم خليفة بإنشاء شركتها الفنية الخاصة "آرت بلانيت" وبذلك عملت على إقامة هذا المعرض، بالإشتراك مع الخالدية مول، والذي عُرضت فيه اللوحات بأسعار بمتناول الجميع، ليذهب ريع المعرض بالكامل هدية منها إلى جمعية الهلال الأحمر الإماراتية، وهذا ما حرصت عليه الفنانة، بحسب رأيها إذ أنها قدمت نفسها وفنها للمشاهدين، وبذات الوقت، قدمت خدمة إنسانية للمحتاجين.