كان أجدادنا يحرقون بذور البلح بعد أكلها ويحولونها إلى كحل تتزين به النساء بل والرجال أيضاً الذين كانوا يتكحلون للزينة ولحماية العينين من الحرارة القوية في الصحراء. وتقول الحكايات إن الكحل معروف من العصر البرونزي، وقد استخدمته النساء في الحضارات القديمة مثل البابلية والفرعونية. وتقول كتب التاريخ إن كيليوباترا كانت أول من ابتكر تخطيط العين بالكحل كما يظهر من تماثيلها. وقد عثر في الآثار الفرعونية على المرود أو المكحال، وهي علبة تشبه كثيرا علبة الآيلاينر. وظلت الشعوب العربية على عادة قديمة توارثناها من الأجداد، وهي تكحيل الطفل الرضيع لحمايته من الحسد والعين الشريرة. فما زلنا إلى اليوم نكحل أطفالنا المواليد الجدد ما أن يصلوا إلى البيت بعد خروج الأم من المشفى. ومنذ القدم ظل الكحل يتطور وتتحسن شروط استخدامه، ويستورد من الهند والسند، حتى أصبح منذ الستينيّات مختلفاً عن غيره من أدوات التزيين النسائية. في الستينيّات كان هناك تحوّل في الكحل الذي نستعمله من قلم تقليدي عرفته الجدّات إلى سائل متطوّر ثم أقلام، وغيره من المواد المختلفة والأشكال المختلفة أيضاً.. لكنّه اليوم بات أكثر سهولة من الأحجار، في وقت لا يزال "الكحل العربي" موجوداً في المملكة العربية السعودية وتستعمله قلّة من النساء. وربما تكون النجمة اللبنانية هيفاء وهبي من أشهر النجمات اللواتي يليق بعيونهن الكحل، فلديها عينان عربيتان وتضع الكحل أو الآي لاينر بحيث تزيد وتؤكد على هوية وقوة عينيها.