كشفت دراسة وردت في كتاب "المرأة الإماراتية بين الأمس واليوم" الصادر عن "مركز الإحصاء أبوظبي" أنّ نسبة الإناث العاملات شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في بعض الأنشطة الاقتصادية مقابل انخفاض نسبتهن في أنشطة اقتصادية أخرى. وبين عامي 2005 و 2014، ارتفعت نسبتهن في نشاط التعدين واستغلال المحاجر (البترول) لتصل إلى 7.4% عام 2014 بعدما كانت 3.6% عام 2005 وبمعدل زيادة سنوية بلغ في المتوسط 8.1%. كذلك، ارتفعت نسبة النساء العاملات في أنشطة الوساطة المالية/ الأنشطة المالية وأنشطة التأمين من 5.0% إلى 8.8% وبمعدل زيادة سنوية يبلغ 6.2%. وكذلك ارتفعت نسبة الإناث المواطنات في نشاط الإدارة العامة والدفاع من 38.8% عام 2005 إلى 44.6% في عام 2014. كما أوضحت الدراسة أنّ القطاع الحكومي استحوذ على أغلبية المواطنات المشتغلات بنسبة 80.0% في عام 2014 تلاه القطاع المشترك بنسبة 12.4% في حين حاز القطاع الخاص نسبة 5.2%. وأشار الكتاب أيضاً إلى أنّ 43% من الإماراتيات المشتغلات هنّ من حاملات الشهادة الجامعية الأولى، موضحاً أنّ المرأة الإماراتية العاملة تفوّقت على الرجل في التعليم ما بعد الثانوي، فنسبة المواطنات المشتغلات من صاحبات التعليم ما بعد الثانوي وما قبل الشهادة الجامعية الأولى، تعادل ضعف نسبة الذكور المشتغلين تقريباً، إذ بلغت نسبتهن 15.6% مقابل 7.7% للذكور. أما المشتغلات من صاحبات الشهادة الجامعية الأولى (البكالوريوس) فوصلت نسبتهن إلى 43.0% مقابل 23.7% للذكور. أما المشتغلات المواطنات ممن يحملن مؤهلات التعليم العالي، فقد كانت نسبتهن أقل من نسبة المشتغلين الذكور ممن يمتلكون هذا المؤهل، فقد بلغت نسبتهن 7.5% مقابل 8.2% للذكور. وبمقارنة نتائج 2014 مع نتائج 2005، أشار الكتاب إلى النمط التعليمي نفسه للمرأة الإماراتية من حيث التحاقها بالتعليم، فنسبة الإناث المشتغلات من ذوات المستوى التعليمي (دبلوم بعد الثانوي) تشكّل تقريباً ضعف نسبة الذكور في هذه المرحلة. كذلك الأمر بالنسبة إلى المشتغلات ممن نلن البكالوريوس، فهنّ يشكلن قرابة نصف المشتغلات أو أقل بقليل (48.6% ) في حين كانت نسبة الذكور المشتغلين من حملة البكالوريوس لا يتعدى 17.7%. أما حملة الدراسات العليا من المشتغلات، فقد شكلن في عام 2005 حوالي 4% في حين كانت نسبة الذكور حوالي 3%. أما المستويات التعليمية كالثانوي وما دون، فإنّ نسبة المشتغلات من صاحبات هذه المؤهلات أقل من الذكور، مما يدل على أن المرأة الإماراتية تسعى لإكمال تعليمها العالي، ثم تعمل بعد ذلك بعكس الرجل الذي يبدأ حياته العملية قبل إنهاء تعليمه العالي. وأشار الكتاب إلى أنّ دولة الإمارات العربية المتحدة تزخر حالياً بكم هائل من القيادات النسائية الفاعلة ذات المعرفة العميقة، وينبع ذلك من كون المجتمع الإماراتي منفتحاً بطبعه وأكثر تقبلاً وتفهماً لمبدأ عمل المرأة. وتثبت الإحصاءات أنّ انخراط المرأة الإماراتية الفاعل في سوق العمل عنصر أساس من مقومات التنمية الاقتصادية في دولة الإمارات العربية المتحدة. وذكر مركز الإحصاء في أبوظبي في كتابه أنّه "على الرغم من عجلة التغيير سريعة الوتيرة التي تطال التركيبة السكانية والبنية المجتمعية في دولة الإمارات العربية المتحدة، فقد تمكنت المرأة الإماراتية من الحفاظ على العادات العريقة والموروثات الأصيلة التي تناقلتها الأجيال، فاستطاعت بذلك أن تشيّد جسر عبور يربط الماضي بالحاضر ويستشرف آفاق الغد برؤية واضحة وثاقبة".