"كل عسكري عليه أن يخضع لدورات صعبة تعزّز من قدرة تحمله، فالميدان العسكري يتطلب شخصاً صلباً، وقوياً يتحلى بصفة البطش أحياناً. من غير الطبيعي أن يتأهل انسان عادي لخوض غمار الحروب من دون التدرب على كيفية تحمّلها. الصعوبات التي واجهتها في الدورات المكثفة التي خضعت لها كانت حافزاً لي في أن أكون الشخص المتميز الذي يفخر بلدي به اليوم". هكذا تصف لنا الوكيل ثاني نورة الحتاوي تجربتها في العسكرية. تخصّصت الحتاوي في مجال تمويه الأفراد في اللبس وصبغات الوجه. عن ذلك، تقول: "التحقت بالعسكرية منذ 14 عاماً. في البداية لم يكن هناك الكثير ممن يثق بقدراتي في التمويه بالرغم من أنه عمل أنثوي برأيي، فالمرأة بطبيعتها تعشق المكياج والتلاعب في الوجوه، ولم أجد الأمر صعباً بالنسبة إليّ، بل شيء فطري أمارسه بحب وشغف". وتضيف: "في إحدى الدورات، تحداني أحدهم في امكانية تمويهي له بطريقة مبتكرة، وقبلت التحدي ليفاجأ بالنتيجة. بعدها أصبحت الثقة بي وبقدراتي أكبر". تضيق الحتاوي: "أتوقع أنّ العسكريات استطعن منذ بداية التحاقهن بالعسكرية البرهنة على كونهن عنصراً فعالاً وبارزاً في السلك العسكري، وفرض أنفسهن في الميدان واكتساب احترام زملائهن الرجال. واستطعن كسب تقدير الحكومة وثقتها بفضل جهودهن الجبارة. والدليل على ذلك تكريس سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولية، الدورة الأولى من يوم المرأة الإماراتية للتركيز على المرأة العسكرية بالذات. هذا الأمر تقدير لدورنا وبأنّنا والرجل سواء ولا يُفَرق بيننا إلا بالكفاءة والأداء". تختم الحتاوي قائلة: "العسكرية ليست حكراً على الرجال. المرأة اليوم تحتل مكانة كبيرة في القوات المسلحة، ولم يعد أحد يفرق بينها وبين الرجل، فكلانا نستطيع فداء الوطن بكل ما أوتينا من قوة. وبفضل الله، نحن قادرون على حماية بلادنا، وتأمين وطننا وفداء الإمارات بكل ما أوتينا به من قوة تحت راية حكامنا حفظهم الله. أعتقد أنّ الفضل الأكبر في ما وصلت إليه الإماراتية اليوم في أي مجال يعود لثقة الشيوخ بها. هم بحق نعمة نحمد الله عليهم".