أرادت أن تتحدى نفسها، فاختارت العسكرية. هكذا تصف العريف أول حنان الشاعر سبب التحاقها بالقوات المسلحة الإماراتية. تقول: "لا أطيق الجلوس على المكتب. أشعر بأني مقيّدة وبالروتين، وأنا بطبعي شخص نشيط، أهوى المغامرات. لذلك أردت أن أغامر وأحترف شيئاً أخشاه. في العسكرية، عليك تجربة كل شيء وأن تقوّي قلبك وجسدك، وعليك أن تتحدى الصعاب لتكون مؤهلاً لساحة القتال". التحقت الشاعر بالعسكرية منذ 8 سنوات وتحديداً الحرس الرئاسي حيث تخصّصت في القفز الحرّ. تصف مهنتها بالأمر الممتع، قائلة: "أنا بالأصل شخص يخشى المرتفعات وكنت أصاب بالغثيان بمجرد النظر إلى الأسفل. كان القفز الحرّ يشكل تحدياً كبيراً لي. بفضل مثابرتي، استطعت التغلب على مخاوفي والنجاح". يشار إلى أنّ الشاعر قدمت عرضاً مذهلاً للقفز الحرّ في "معرض المؤتمر الدفاع الدولي أيدكس 2015" في أبوظبي، واستطاعت كسب إعجاب الجمهور. كانت وجهاً مشرفاً لقدرات المرأة الإماراتية في المجال العسكري. وعن أجمل المواقف التي مرّت بها في العسكرية، تقول: "كانت هناك مهمة رسمية واستطعنا بفضل الله نحن الفتيات القيام بها على أكمل وجه. وحين الانتهاء منها، جاءنا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آلِ نهيان ولي عهد ابوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة قائلاً "ما قصرتوا يعطيكم العافية". كانت نظرات الفخر بنا تشع من عينيه، هذا الأمر كان كفيلاً في أن يجعلنا نبذل جهداً أكبر. واكتمل هذا التقدير بما تقوم به سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة. إذ تكرّس يوم المرأة الإماراتية لتقدير المرأة العسكرية. هذا ما يجعلنا فعلاً فخورات بالخطوة التي أقدمنا عليها في الالتحاق بالسلك العسكري. تكريس يوم المرأة الإماراتية هذا العام للاحتفاء بالعسكريات الإماراتيات هو تحفيز وتأكيد على أنّ الإماراتية قادرة على حماية وطنها على أكمل وجهه. لم يعد هناك مجال يقتصر على الرجال. لقد صارت المرأة جزءاً من عملية التنمية الشاملة في الإمارات بل هي عنصر فعّال في تطور المجتمع". وتختم الشاعر قائلة: "نحمد الله على حكومتنا التي تقدّر دورنا، فهناك بلاد ما زالت تنظر إلى المرأة على أنّها عنصر ناقص بالرغم من حضارتها العظيمة وتاريخها الكبير. أما في بلادي التي تبلغ 44 عاماً، فقد أصبحت المرأة كالرجل تماماً، لا يفرق بينهما شيء، ولا يقاس اختلافهما إلا في الكفاءة".