لاشك أن لانفصال الأبوين ووقوع الطلاق آثار نفسية كبيرة على الأطفال، وخاصة خوفهم من أنهم سيُحرمون من رؤية الأب والجلوس معه ومصاحبته فترات طويلة كما كان قبل وقوع الطلاق، وهذا ما حدث مع الابنة سارة التي أصيبت بحالة من العدائية تجاه كل من حولها سواء كانوا زملاء الدراسة أو الأقارب أو حتى والدتها وبدأت تشتكي المدرسات من غلظتها في التعامل بالمدرسة بعد أن كانت منذ سنتين الحمل الوديع ونموذج الخلق الرفيع. وبالبحث عن بداية التغيير السلوكي لديها كان هو وقت وقوع الطلاق بين والديها، فكان والدها يراها يوم بعد يوم ثم لما زاد وزنها كان يتحرج من المشي مع ابنته فقلل ساعات الرؤية والخروج لتكون كل أسبوع مرة دون الخروج ثم صارت الرؤية مرة بالشهر.والان ومنذ 6  أشهر لايتصل بها ولا يريد رؤيتها أو الخروج معها. وبسؤال الأم الحاضنة؟ وما السبب الذي جعله ينقطع عنها؟ فكانت الإجابة صادمة وغريبة قالت: السبب هو زيادة وزن ابنتنا ليصل إلى 120كيلو جرام وعمرها لا يتعدى 13عاما فالأب يتحرج من الخروج معها. وقد انعكست هذه التصرفات على نفسية المحضونة فتأخرت في التحصيل الدراسي وباتت عصبية وعدوانية وبداخلها اشتياق لأبيها لكن حالة زيادة وزنها تمنعها عن لقائه والتحدث معه. عرضت الأم الفتاة على الأطباء في الصحة النفسية فاجمعت الأراء على البدانة لديها أسبابها نفسية وليست عضوية. ومرت ستة أشهر لتتم ابنتنا سنة دون رؤية أبيها لكنه فوجيء بها بعد هذه المدة وقد تغيرت ملامحها تماما ووصل وزنها إلى 60 كيلو. واتبعت طرقا رياضية لشد الجلد وضبط الجسم فصارت رائعة جميلة بكل ما تحمله الكلمة من معان. قابلت الفتاة والدها وعاد إلى سابق عهده معها، تبيت عنده وتخرج معه، وقد فسر لها ما فعل بأنه كان الطريقة الوحيدة لتنتبه لنفسها وصحتها، فقد كانت وصلت إلى مرحلة خطرة من البدانة في سن مبكرة. يبدو أن المظهر يؤثر على إقبال الناس علينا أو نفورهم منا، حتى وإن كانوا أقرب الناس.