منذ الصغر، تربّت العريف آمنة العبدولي على حب الوطن وفدائه. تنحدر من عائلة عسكرية متشبّعة بحس عال من الوطنية، وكانت تحلم في أن تصبح عسكرية. إلا أنّ رغبتها قوبلت بالرفض، خصوصاً من قبل والدها الذي كان يدرك المعاناة الكبيرة التي تقدمها النساء في السلك العسكري وكان يخشى عليها من المهام الصعبة التي يهابها الرجال. ظلّت رغبة العبدولي مدفونة في قلبها حتى تزوجت من رجل عسكري أشعل حبها للعسكرية من جديد. أخبرته عن رغبتها في العمل في القوات المسلحة، ورحّب بالأمر وساعدها في إقناع أهلها بأنّ العسكرية من أسمى المهن. وبما أنّ آمنة تملك الشغف والحب، فهي ستنجح. وبالفعل تحققت رؤيته، فأصبحت العبدولي اليوم مدرّبة أسلحة وخبيرة في القوات المسلحة الإماراتية. تقول عن مهمتها: "خوفي من السلاح جعلني أتقرّب منه وأصبحت عاشقة متمكنة منه وشغوفة به، أشرف على تدريب الفتيات على استخدامه وفهم تفاصيله". وعن الصعوبات التي واجهتها في العسكرية، تقول: "العسكرية صعبة تتطلب منك الالتزام والنشاط. وكوني شخصاً اتكالياً في السابق، لم يكن الأمر يعجبني. كنت أحياناً أبكي من الضغط النفسي والبدني. لكن مع الوقت، كبر لديّ الحماس، فأعطيت العسكرية من قلبي وهي في المقابل أعطتني حباً ووقاراً وهيبة. الالتزام بالوقت صار يعنيني كثيراً، وأصبحت منضبطة حتى أنّ أبنائي الثلاثة تعلّموا الانضباط مني، ولديّ ابنة تعشق العسكرية حتى أنها حين تراني، تقوم بتحيتي التحية العسكرية. وبالفعل أرغب في أن تجرّب الدخول في هذا المجال. حتى لو لم ترغب في الالتحاق بالمجال العسكري وامتهانه، ينبغي لها الالتحاق بالخدمة الوطنية لأنّها ستعلمها الكثير، وهذه نصيحة أوجّهها لكل الفتيات اللواتي يخشين العسكرية". وترى العبدولي أنّ إبراز جهود المرأة العسكرية في الاحتفالية الأولى بيوم المرأة الاماراتية، هو قرار حكيم ومبادرة طيبة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، فذلك يعني تقديراً كبيراً لدور المرأة في المجتمع السياسي الإماراتي. وتختم قائلةً: "رؤية سموها حكيمة كأنها تقول عبر هذه الاحتفالية إنّ بناتي العسكريات يتمتعن بمؤهلات توازي إمكانات الرجال وتكاد تتفوق عليهم".