النقيب الحقوقي ووكيل نيابة شيماء الطنيجي التحقت بالقوات المسلّحة قبل 12 عاماً. طوال هذه الأعوام، عملت بكل جهد ومثابرة حتى تدرجت في منصبها من ملازم ثان إلى ملازم أول ومن ثم نقيب. في عام 2012، عيِّنت كأول امرأة اماراتية تصير وكيل نيابة عسكرية بفضل جهودها وذكائها وقدراتها الفذة. "أنت دلوعة، وبنيتك الجسمانية ضعيفة. لن تقدري على تجاوز صعوبات العسكرية" بهذه الكلمات كانت والدة الطنيجي ترد عليها حين تبدي الأخيرة رغبتها في العمل في السلك العسكري. لم تكن الأم تستوعب كيف يمكن لابنتها الاتكالية والمغناج التغلب على الدورات العسكرية الصعبة. تضيف الطنيجي: "لقد خضعت لدورات تدريبية مكثفة. أحياناً كنت أيأس، لكن حين أتذكر كلام أمي، كنت أقوى أكثر وأجاهد من أجل أن أكون الأولى وتفخر فيّ. وبالفعل، حين تخرجت فوجئت بذلك، وقالت لقد أخذوا مني ابنتي واستبدلوها بأخرى. لقد أصبحت أكثر انتظاماً ودقة ومسؤولية وعقلانية. في البداية، كانت أمي تخجل من القول بأنّ لديها فتاة عسكرية. لم تكن تثق بمهاراتي، ولكن مع الوقت أصبحت مصدر فخر لها". وتضيف ضاحكة: "أصبحت تخبر الجميع بأن ابنتها هي أول اماراتية تصبح وكيل نيابة عسكري". الطنيجي متزوجة من رجل عسكري وأمّ لولد وابنة. وعن طبيعة حياتها العائلية، تقول: "من يراقبني في العمل والمنزل، يقول بأني مصابة بفصام. خلال العمل، أكون حازمة وصلبة وقوية وموضوعية. وحين أغادر، أصبح أماً حنوناً وزوجة تاركة أمور المكتب فيه". وتشير إلى أن ابنها يرغب في الالتحاق بالعسكرية بالرغم من صغر سنّه، وهذا أمر تحبّه وتشجعه عليه لأنّ العسكرية واجب وطني وجزء من رد الجميــل، وهو تكملة لمسيرة الاتحاد التي بدأها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. ترى الطنيجي بأنّ المرأة استطاعت أن تبرهن بأن العسكرية مهنة ليست حكراً على الرجال، فالمرأة والرجل فيها متساويان في القدرات، وهي تتطلب أن تكون شخصاً قوياً وحازماً في مواقف معينة، والأهم أن تكون موضوعياً وحيادياً. وتعزو ما وصلت اليه اليوم إلى فضولها وصلابتها، فرغبتها في معرفة الكثير يجعلها تفك سر القضايا الصعبة، وصلابتها تبهر المتهمين. ويعتقد بعضهم أنّ كونها أماً يمكّنهم من ابتزازها عاطفياً، لكن قوتها تجعلهم غير مصدقين بأنّ مَن تقف أمامهم هي امرأة. وعن تكريس يوم للاحتفاء بالمرأة العسكرية، تقول الطنيجي: "هذا أمر غير غريب على أم الإمارت، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، فهي لطالما قدمت الدعم الكلي للمرأة ولم تبخل عليها في شيء، وساهمت في إبرازها في المحافل العالمية". ولفتت إلى أنّ "التكريم في ظل هذه الظروف السياسية الحساسة التي تمر بها المنطقة هو دليل كبير على تقدير القيادة الحكيمة لما نقوم به وثقتهم الكبيرة فيما نبذله لخدمة الوطن".