منذ انضمامها إلى القوات المسلحة قبل عامين ونيف، استطاعت الجندي أول خلود الدرعي أن تصبح مدرّبة للمشاة ومساعدة مدرّب في الدفاع الكيميائي، أي أنّ مهمتها ليست سهلة، فهي متخصصة في التعامل مع الأسلحة الكيميائية وكيفية التصدي لها عن طريق تجهيز اللبس وغيره. تقول خلود عن سبب التحاقها بالقوات المسلحة: "لا أخفي بأنني مررت في أزمة مادية دفعتني للبحث عن عمل. كنت وقتها شديدة الهوس بالعسكرية، فعرضت على زوجي العمل. لم يمانع ولكنه استهان بي حين أخبرته عن رغبتي بالالتحاق بالعسكرية، فأجابني ضاحكاً: أنتِ دلوعة لن تستطيعي ذلك. أذكر أنه تحداني قائلاً بأنّني سأخرج من القوات المسلحة بعد الدورة الأولى. وبالطبع لم أفعل ذلك، بل استغرب صمودي وقوتي، وقال: "لقد سمعت عن قوة المرأة وعزيمتها، ولكنكِ فاجأتني". تقول الدرعي: "خدمة الوطن أسمى أمر يمكن للمرء القيام به، والأجمل من ذلك حين يقابل هذا العمل بتقدير من قبل الحكومة التي لم تبخل علينا يوماً، بل لطالما قدّمت لنا الدعم الكامل. لكن ما تقوم به سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة (أم الإمارات)، هو أعلى تقدير يمكن أن يقدم لي ولزميلاتي العسكريات. فتخصيص أول احتفالية بالمرأة الاماراتية للاحتفاء بالمرأة العسكرية هو تكريم لنا ولجهودنا، وهو رسالة مفادنا أننا كالرجل سواء في هذا المجال نستطيع البذل والعطاء". وتضيف: "أصبحت أقدّر ما يقوم به زوجي وأفهمه جداً، العسكرية ليست صعبة لمن يعشقها، بل هي في منتهى اللذة لمن يحمل عشقها في قلبه. وحتى لو لم يكن كذلك، فلو جرّبها لعشقها، فما قيمة الروح اذا لم تكن فداءً للوطن؟ بذل الروح للآخرين يشعلك تشعر بقيمتك كانسان. العسكرية غيّرتني جداً. كنت شخصاً غير صبور، لكنني تعلمت الصبر هنا. اكتشفت أنّني شخص قوي البأس والتحمل. أتحكّم بنفسي وبانفعالاتي وبمواعيدي... كل ذلك بفضل العسكرية".