منذ 17 عاماً، التحقت المهندسة الميدانية فاطمة المرزوقي بالقوات الإماراتية المسلّحة. كانت وقتها أول مهندسة اماراتية في السلك العسكري. لم يكن الأمر سهلاً على المرزوقي التي واجهت مصاعب في جمّة بدءاً من اعتراض أهلها وصولاً إلى عدم ثقة زملائها الرجال بها. تقول المرزوقي: "كان إقناع أهلي برغبتي في الانضمام إلى القوات العسكرية، أمراً صعباً للغاية، خصوصاً أنه لم يسبقني أحد من عائلتي إلى ذلك لا من الرجال ولا من النساء. كما كان اقناع والدي أمراً مستحيلاً، إلا أنه بعد اصرار شديد مني بدافع رغبتي الجامحة في خدمة بلدي، وافق مبدئياً. استغرق الأمر 3 أعوام ليقتنع كلياً. اليوم، أصبح هو المشجّع الأول لي. كما أنّ زملائي الرجال لم يكونوا على ثقة بما يمكن أن تقوم به المرأة في المجال العسكري. وبفضل جهدي ومثابرتي، كسبت ثقتهم، فأصبحوا يوكلون لي مهمات أكبر وأكثر صعوبة". تلفت المرزوقي: "قبل 17 عاماً، لم يكن الناس يعون معنى أن تكون هناك امرأة في العسكرية. كانت العائلات ترفض اختلاط بناتها بالرجال في هذا الميدان. إلا أنّ الدعم الكبير الذي تلقيناه من الحكومة الرشيدة أسهم في إقناع ذوينا وايصال فكرة أوضح لما نقوم به إلى أن بتنا اليوم مصدر فخر لعائلاتنا ودولتنا". وتضيف: "أعتقد بأنّ المجتمع الإماراتي اليوم بات أكثر تفهّماً وتقبلاً لعمل المرأة في هذا المجال بعدما كانت هناك نظرة محافظة إزاء ما تقوم به العسكريات". وتضيف وعيناها يشعّ منهما بريق الفخر: "لست نادمة على القرار الذي اتخذته. لو عاد بي الزمن إلى الوراء، لكنت وهبت روحي مجدداً فداءً للوطن". تختم المرزوقي كلامها قائلةً: "كل ما أنا عليه اليوم، هو بفضل الدعم الكبير الذي قدّمه شيوخنا الكرام على رأسهم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة (أم الإمارات) أدام الله في عمرها. لطالما ساهمت في ابراز دور المرأة في المجتمع وفي جعلها عنصراً فعالاً فيه. كانت دائماً تحفّز المرأة وتشجّعها عبر مبادرات تصبّ في صالح النساء الإماراتيات. وآخر ما قامت به هو تكريس يوم 28 أغسطس من كل عام للاحتفال بالإماراتيات. ليس هذا فقط بل إنّها كرست الدورة الأولى من الإحتفالية للاحتفاء بنا نحن مجنّدات الوطن. هذا الأمر يبعث الفرحة والعز والفخر في النفس ويشجّعنا على بذل المزيد. كما أنّه دليل على فخر الإمارات بنا وبما نقوم به، وبأنّ جهودنا لم تذهب سدى. هناك تقدير عميق وكبير يلامس أرواحنا وقلوبنا من قبل الحكومة الإماراتية".