الدكتورة نادية بستكي، نائب الرئيس لشؤون الخدمات الطبية في "الاتحاد للطيران" هي أول طبيبة إماراتية يتم تسجيلها كاختصاصية في طب الطيران لدى هيئة الصحة في أبوظبي. كما أنها من المراجعين العلميين لدى الهيئة- الصحة، والمسؤولة عن اعتماد المطبوعات الخاصة بطبّ الطيران والطب المهني قبل إصدارها للجمهور. وهي أيضاً عضو في الهيئة العامة للطيران المدني، ولجنة النقل الجوي، التابعة للاتحاد الطبي لعلوم الطيران في الولايات المتحدة الأميركية. تقول البستكي: "بداية رحلتي كانت نابعة من رغبة عميقة في تطوير نفسي. حصلت على شهادات وخبرات في مجالات عدة، فالإنسان بطبعه يطمح لأن يكون الأول والأفضل. لقد كانت رغبتي جامحة في أن أكون مصدر إلهام للمرأة الإماراتية، تستطيع أن تنهل من خبرتي وأستطيع أنا أن أكون عنصراً مشجّعاً لها لتبلغ أحلامها". منذ صغرها، كان والد البستكي محفزاً لها. وبعبارة "أنتِ دكتورتنا"، رسمت البستكي مستقبلها في أن تكون طبيبة. كانت نصيحة والدها الأولى أنّ العلم هو سلاحها. وعن سبب نجاحها، تقول: "في إحدى المرات سألني والدي "كم معاشك؟" فأجبته. قال "وهل تعتقدين بأنك تستحقين هذا الراتب؟". أجابت: "ألا تراني أستحق؟". قال "هذه الإجابة تكمن في نفسك. عليك أن تقومي بتقييم الإنجاز الذي تقدمينه يومياً. هل فعلاً يستحق ما تحصلين عليه؟". هذا الحديث كان سبباً في جعل البستكي تفكر قبل مغادرة المكتب: هل فعلاً قدمت انجازاً اليوم؟ هل ما ستحصل عليه في نهاية كل شهر هو مال حلال؟ تضيف البستكي: "كانت والدتي رحمها لله تقول بأنّ الخبرة أهم من الشهادة، فهي التي تجعلني مختلفة عن الباقين. كما أنّ زوجي يعتبر داعماً أساسياً لي. وهنا أود أن ألفت إلى أنّه من المهم أن ترتبط الفتاة بشخص يوازيها في الأحلام ويكون داعماً لها يفهم طموحاتها وأحلامها. كما لا أنكر الدور الكبير الذي لعبه مديري في دفعي إلى الأمام دوماً عبر ايمانه بقدراتي". تلفت البستكي إلى أنّ التشجيع أمر غاية في الأهمية، لكنه لن يكون شيئاً لو لم تملك الفتاة الشغف في قلبها، فكل تشجيع وقتها يذهب هباءً. نصيحة البستكي للمرأة الإماراتية أن يكون لها هدف واضح وأن لا تبخل في منح هذا الهدف جهدها وتركيزها. تقول: "أؤمن بمقولة it's not what you get it's what you do . فالحياة هدية من الله عليك معرفة ماذا تريدين منها وما ستقومين به".