يتلخص علم الفونغ شوي الصيني الشهير في كيفية التحكم بالطاقة التي تنبعث من الأشياء المحيطة بالإنسان وتؤثر فيه، من أجل تعزيز الإيجابي منها وتنحية أو تحييد السلبي. وهو علم تلجأ إليه الصينيات لجلب السعادة لبيوتهن وطرد العبوس والكسل والخمول والعوز والفقر. الفونغ شوي تعود نشأته إلى أكثر من 400 سنة، وهو فلسفة خاصة تعبر عن التعايش بشكل إيجابي بين الإنسان والبيئة المحيطة به من مبان وأثاث وأبواب ونوافذ، حتى وضعية فراش نومه، وتوزيع المرايا في المنزل لها علاقة بهذا العلم، فهناك طاقة ترسلها تلك الأشياء تؤثر بشكل كبير طبقا لهذا العلم على مزاج وصحة الإنسان بشكل إيجابي. يعتمد الفونغ شوي على الطاقة التي تنبعث من الأشياء المحيطة بالإنسان وتؤثر فيه، وهو أيضا يتضمن ما يسمى بخارطة توزع حركة الطاقة في محاور تسعة يشير كل منها إلى جانب من حياة الإنسان فيما يعرف بالباجوا، ولهذا العلم له علاقة بعلم الفلك الصيني، حيث يعمل على العلاج الروحي، بترتيب المنزل بطريقة معينة تُشع طاقة إيجابية تؤثر بشكل كبير على انطلاق الإنسان وحبه للحياة. الترجمة العربية الحرفية لعبارة الفونغ شوي تعنى الماء والريح واستمد من كتاب "الدفن" للكاتب الصيني غوو بوو، الذي يسمى الطاقة الإيجابية المنبعثة من الأشياء المحيطة بالإنسان الـ تشي، والتي يقول إنها تتناثر وتتنقل مع الريح، لكن تعود وتتجمع مجددا مع الماء. ويتأثر البيت وسعادته بحسب هذا العلم بطريقة مسح أرض البيت بالماء والملح الخشن، وعدم استخدام مرايا كثيرة في المنزل، وألا تكون المرايا مواجهة لفراش النوم، وتغيير عتبة البيت أي شراء منزل آخر، لأنها تبعث على الفأل الشؤم، وغيرها الكثير من العادات مثل لون جدران المنزل وإضاءته، تبعث طاقة إيجابية أو سلبية على ساكني المنزل. اختيار الألوان القاتمة والإضاءة الباهتة تبعث على الكآبة وقلة النشاط والتدهور في المزاج لدى الإنسان، في حين أن الألوان المبهجة والإضاءة المتناسقة غير المجهدة للعين، تجعل سكان المنزل أكثر حيوية ونشاطا وإقبالا على الحياة. ولا بد ألا يقتصر أثاث المنزل على نمط واحد، فلا يجب أن تكون كل القطع كلاسيكية أو عصرية، بل ينصح بالمزج بين هذا وذاك، كما أن تغيير مواضع الأثاث في المنزل من وقت لآخر وعدم إبقائها على مكانها سنوات طويلة، أمر مهم حتى لا يشعر الإنسان بالرتابة والملل. مسح أرض المنزل بالماء والملح الخشن أمر هام لانبعاث الطاقة الإيجابية، حيث يؤكد هذا العلم أن الملح يمتص الطاقة السلبية من المكان وكل ما يكدر صفو العائلة، وضربت مثالا على اعتبار الملح عازلا للموجات الكهربائية السلبية، بأن المهندسين يضعون كميات كبيرة منه في أرضيات المنازل قبل توصيل أسلاك الكهرباء، حتى يكون عازلا بين جوف الأرض والمنزل. الأشياء المنزلية المهملة وغير المنظمة والقديمة، تمنع البركة على المنزل، فهي تبعث طاقة سلبية وتعيق مسار الطاقة الإيجابية، لذا تُنصح السيدات بعدم وضع أي منها أسفل فراش النوم، وعدم ملء مساحات الغرف بها، والتخلص منها في حال عدم الاحتياج إليها، كذلك الحال مع لعب الأطفال المتناثرة في كل مكان، مشددة على ضرورة أن تجلب الأم صناديق كبيرة لتضع فيها ألعاب أطفالها، عقب الانتهاء من اللعب. الأتربة العالقة بالأثاث تعيق مسارات الطاقة الإيجابية، ناصحة بعدم ترك الأركان والأماكن التي يتم التخزين فيها دون تنظيف أو ترتيب. كما اهتم الفونغ شوي بوضعية المنازل والمقابر من أجل جلب الحظ السعيد، فاتجاه باب المنزل أو محل الرزق، يمكن أن يكون جالبا للحظ السعيد أو السيئ. لا ينبغي وضع المرايا في مواجهة فراش النوم حيث تنبعث منها طاقة سلبية ترتد إلى الإنسان النائم، ولا وضع الفراش في مواجهة باب الغرفة، حيث يجعل الإنسان يشعر بالقلق والتوتر، وكما أن فتح باب الحمام طوال الوقت يجلب الطاقة السلبية للمنزل، ولا بد من تحاشي الأكل أو الشرب في آنية مشروخة أو مكسورة منها قطعة، لأنها تبعث الطاقة السلبية.