كنت أسمع كثيرا عن الحماوات اللاتي يتعاملن بشيء من القسوة مع زوجة الابن، لكنني لم أسمع ولم أر مثل تلك الحماة التي تعدى طغيانها وقهرها لزوجة ابنها البلاد والعباد. وتحدت كل الأعراف والمثل وكانت تحرك الجميع بإشارة منها حتى عائلة زوجة ابنها وتتحكم في ابنها وزوجته وأبنائه رغم اختلاف الجنسية واللغة والديانة بينها وبين زوجة ابنها لكنها كانت المرأة الحديدية .

تقول الزوجة (ن):

كنت أعمل بوظيفة إدارية مرموقة في هذه الدولة الخليجية منذ 7 سنوات، ولكن أصلي من جنسية آسيوية وكنت بوذية الديانة حتى تعرفت على زوجي الذي كان من دولة عربية إفريقية من الدول النامية، ومن أجله ولتعلقي به تركت عملي بل واقتنعت بدخول الاسلام قبل شهر من زواجنا والحمد لله،.

وتضيف: تربيت على أن أطيعه في كل كبيرة وصغيرة حتى أنه أمرني بالنزول بعد شهر من زواجنا لأعيش ببلده الفقير المليء بالمشاكل الاقتصادية ورغم ذلك تركت عملي وسافرت لأعيش بعد زواجي بشهر مع أمه ولم أكن أعلم ما يخفيه القدر من أنواع الويلات والمآسي والاستغلال من حماتي.

  كان أول ألوان القهر هو أن تركني زوجي ليعود لعمله هنا بالدولة الخليجية ولا يأتيني إلا مرة بالسنة ببلده الأصلي لكني صبرت على وعد منه أن يملني معه العام القادم، مرت بي الأيام والشهور ما شعرت فيها أني أعامل  من حماتي كزوجة ابن بل كنت خادمة لحماتي وأهلها أقنعوني بأ هذه ثقافة بلدهم وعائلاتهم فصدقتهم حتى وأنا حامل كنت أنظف وأخرج السوق عشرات المرات لشراء كل شيء وحدي ويضحك على الجميع بالبداية لأني لا أستطيع التكلم بالعربية معهم، كانت تعاملني بمذلة كبيرة ولو كانت لها حاجة عندي تتمسكن وتبكي وتدعي الفقر فكنت أساعدها من مالي الذي ادخرته 6 سنوات من عملي بالخليج حتى نفذ كل رصيدي ولأن زوجي حسب كلامه كان يمر بظروف مادية صعبة وترك عمله لمدة سنة فأقنعتني أمه واستغلت سذاجتي فبعت كل ذهبي وأرسلت المال لزوجي.

 لم تكتف بتجريدي وتصفيتي ماديا بل فكرت في استنزاف أهلي أيضا الذين يعيشون ببلدنا الأسيوي، وضعت طفلي الأول فمنعتني أن آخذه لأهلي ليفرحوا به، وصممت أن أسافر وحدي لزيارة أهلي ببلدنا الأسيوي، فلما أنجبت المرة الثانية وعدتني أن أحمل أولادي لزيارة أهلي ولكن بصحبتها ووافقت لأني لو تكلمت أو اعترضت كانت تضربني وتسبني ولا أحد ينجيني منها لأنها تعيش بحي شعبي مشهور بالشجارات والمشاكل.

وسافرت معي فعلا بصحبة ولدي وابنتي فلما رأت بيت أهلي طلبت مني أن أقنعهم ببيع البيت واستئجار بيت أخر بحجة أن زوجي يحتاج لفلوس ليقيم مشروعا، والذي كان مشروع زواج بواحدة من جنسيته عرفت ذلك فيما بعد .ورغم أن أهلي كانوا يرسلون لي مصروفا شهريا تأخذه مني حماتي فلم تكتف بذلك بل هددتني داخل بيت أهلي وببلدنا: إن لم يبع أبي البيت فلن أرجع معها وأنها ستأخذ الأولاد وتعود لبلدها ولن أراهم فخفت منها ومن تهديدها وأقنعت والدي ببيع البيت لأساعد زوجي بهذا المال وإلا سيطلقني.

قام والدي بالبحث عن مشتر لكن في عرفنا مصلحة ابنتهم ألا تطلق وألا تحرم من أولادها و بيع البيت فعلا وأخذت حماتي المال وحولته على حسابها فلما سألتها قالت: لما أرجع سأحوله على زوجك وما أدري أنها وابنها كانت تخطط في تزويجه وسحب الأبناء مني- لأني بنظرها خادمة فقط رغم أني كنت موظفة محترمة وتركت عملي كسكرتيرة من أجله.

فلما عدنا لبلد زوجي عرفت بخبر زواجه بعد شهرين وأن قصص فقره وظروفه الصعبة كلها كذب فطلبت طلاقي وتسليمي أبنائي مقابل تنازلي عن كافة حقوقي فرفضت حماتي وضربتني. فاضطررت للعودة لبلدي لأني لم أجد من يساعدني في أخذ أبنائي لأن زوجي عمل لهما منع سفر ولما ذهبت لسفارتنا ببلد زوجي رفضوا مساعدتي بحجة أن هذه أمور عائلية ولأن الأبناء على جنسية الأب ومن حقه منع سفرهم فبكيت واحترق قلبي وأنا عائدة لبلدي من دون أبنائي الصغار.

ومنذ عامين أحاول الوصول لزوجي حتى يطلقني بالمعروف ويسلمني الطفلين فلم أعرف له عنوان واختفى فجأة وغير أرقامه وغيرت حماتي أرقامها أيضا ونقلت لسكن جديد لم أعرفه ولذا لجأت لمشورتكم  أبحث عن حل لمشكلتي. فأنا زوجة معلقة وأم حرمت من أولادها وتسببت لخسائر لأهلي ببيع بيتهم وذهبي ضاع مني مالي وذهبي وعمري بسبب ظلم زوجي وأمه التي لم أستفد منها إلا شيء واحد هو أنني أتكلم العربية بلهجة بلادهم بعد عشرة 7 سنوات من المرار والآسى. فبكت وابتسمت بنفس اللحظة وهي تسألني: فهل من حل يا سيدي؟

الجواب:

قلت لها : تعب قلبي والله من سماع مآساتك وآلامك المتتالية لكني على ثقة بأن ربك الذي آمنت به ودخلت دينه سيرعاك ويحفظك وهذا الزوج وأمه ليسوا إلا نماذج سيئة لا يقاس بها خلق العرب والمسلمين. والحل من وجهة نظري أختي الفاضلة هو :

أن تطلبي الطلاق هنا بالدولة التي يقيم بها زوجك طلاقا للضرر والهجر، وتطلبي حضانة الأبناء ونفقتهم وحقوقك كاملة المترتبة على الطلاق وإلزام الأب بإحضار الأبناء ببلد إقامته وإقامتك هنا وإن شاء الله تنالي حقوقك ويضم إليك أبناؤك عن قريب.

عزيزتي القارئة : أظنك عرفت الآن أن حماتك الحالية مهما ضايقتك فهى بالنهاية ملاك طاهر بالمقارنة بهذه الحماة... أليس كذلك؟