يأتي الملايين من السياح إلى الإمارات سنوياً، وإلى مدينتي أبوظبي ودبي تحديداً لغرض السياحة التسوقية، حيث ترنو أعين أكثر الشركات والعلامات التجارية الناجحة لفتح أفرع تجارة لها في هذه المدينة التي تعج بالمتسوقين والباحثين عن عوامل الرفاهية. ومع ذلك نلحظ أن سيدات الإمارات يتلهفن للتسوق بكثرة من مراكز التجارة أثناء جولاتهن السياحية في كل من لندن وباريس وروما. وللتعرف على الفرق والجاذببية بين الوجهتين إلتقينا بعدد من السيدات المتسوقات والمختصات في هذا المجال. تسهيلات تسوقية وخصومات للمتسوقين العرب فاتن عبد الجليل مسؤولة تسويق في أحد محلات التجميل في لندن في "إجو رود" تقول: "تفضل النسوة الخليجيات التسوق من هنا وذلك لأن البضائع أصلية بلا شك، كما أنها أقل ثمناً من الأماكن الأخرى، وخاصة البضائع الموجودة من العام الماضي، فهي تكون رخيصة جداً بالنسبة لهم، والتي تباع في بلدان الشرق الأوسط على أنها بضائع السنة الحالية. كما يستعيد السائحون المتسوقون جزءاً مما دفعوه في المطار من قسم الضرائب، حيث تحسب لهم نسبة إسترداد مبالغ كونهم ليسوا مشمولين بالضريبة الخاصة بمواطني البلد. " وتشير إلى أن أكثر المراكز إقبالاً من قبل المتسوقين العرب هي في هارودز وسيلفرجز في لندن، كما تتميز مواسم التنزيلات بأنها حقيقية ومغرية، وهي لمرتين في السنة، الأولى مع بداية السنة، والثانية في الصيف لخدمة السائحين القادمين للسياحة والعمل والعلاج، كما أن هنالك بعض البضائع التي تكون حصرية لمحلات معينة في لندن، وهذا بالإضافة إلى أن بعض المحال تقدم هدايا لمن تتجاوز فاتورته مبلغاً معيناً، وهذا أيضاً حافز آخر للتسوق أكثر. ولا يمكن إغفال خاصية تبديل وإرجاع المشتريات خلال 28 يوماً، حتى وإن فُقد "الليبل"، مع توافر خدمة عملاء ممتازة، وبائعين يجيدون اللغة العربية. مقارنة الأسعار تفسر إحدى المتسوقات مليكة بن طوطاح سبب إختيارها للتسوق من خارج الإمارات بكونها تفضل أن تقتني حاجياتها من الماركات العالمية من باريس وبالتحديد من غاليري لافاييت في منطقة الأوبرا لكونها الأفضل من جهة النوعية والأسعار، خاصة وأن التخفيضات حقيقية هناك خاصة في أوقات رأس السنة الميلادية، حيث تبدأ المحال العالمية بتقديم عروض لا تقاوم للزبائن، وتستغرب لوجود طوابير من المتسوقين، الذين يقفون لساعات بإنتظار دورهم للتسوق. وكذلك هي العروض التي تقدم في الأسواق الحرة للمطارات الأوربية، والتي تفوق كثيراً بالجودة من البضائع هنا، وتشير إلى أن العطور مثلاً تختلف تماماً بين "الأصلي" هناك "والمشابه للأصلي" هنا، وإن كانت بنفس العلامة التجارية ومن أشهر المحال هنا. وتقول: "بإمكانكِ التمييز بين العطر ذاته، مثلاً عطر شانيل الباريسي يختلف عبيره عن الشانيل المتوافر في الأسواق المحلية، وهذا أمر واقع من مقارنتي بين العطرين خاصتي والآخر الخاص بأختي بالإضافة إلى أن الأسعار هناك أرخص." كما تشير مليكة إلى أن السيدات هنا يتفاخرن بالأشياء المقتناة من الخارج، ففي الجلسات الإجتماعية واللقاءات تتفاخر السيدة بأنها جلبت مثلاً حقيبة هيرماس من لندن أو باريس، وهذا أمر هام بالنسبة لهن. الهدف البحث عن المميز أياً كان أما الفنانة المطربة الإماراتية وفا الخالدي فتقول: "أنا عادة ما أتسوق من أي مكان في الإمارات، لكنني عندما أسافر أحرص على أن آخذ حقائب فارغة لكي أملأها بالمميز والغريب من رحلاتي السياحية، فلا يشترط الأمر على شراء "الماركات"، لأنني أبحث عن أي شيء جميل وجديد ومميز، والذي لا يتوافر في الأسواق المحلية. وغالباً ما تكون وجهاتي للتسوق إما باريس أو تركيا، رغم أنني أجد أن الأسعار هناك أغلى مقارنة بالأسعار داخل الإمارات. لكنني لا أتردد بشراء الحاجيات التي تلفت نظري، وتلفت نظر الآخرين بإطلالتي التي أهتم بها كثيراً. المزيد: رغم مظاهر المحافظة.. السعوديات يعانين من التحرش ويطالبن... فنانة تلتقط صوراً للمشردين فعثرت على والدها بينهم خمس تحديات لتتحكمي بالـ إيغو